الأتربي: اتحاد المصارف العربية مستعد للمضي قُدماً نحو شراكة أورومتوسطية حقيقية تقوم على التكامل والمنفعة المتبادلة للفرص
أكد محمد الأتربي، رئيس اتحاد المصارف العربية ورئيس اتحاد بنوك مصر والرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، أهمية تعزيز الشراكة العربية الأوروبية باعتبارها ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مشدداً على أن الصمود الاقتصادي في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب تعاوناً شاملاً بين المنطقتين العربية والأوروبية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة المصرفية العربية الدولية التي انطلقت أعمالها اليوم الجمعة، في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان: “الصمود الاقتصادي في ظل المتغيرات الجيوسياسية”، وبرعاية من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، وبمشاركة رفيعة المستوى من مسؤولين مصرفيين واقتصاديين من العالم العربي وأوروبا، وفي مقدمتهم محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله، والأمير عبد العزيز بن طلال.
وفي كلمته، شدد الأتربي على أن العلاقة بين العالم العربي وأوروبا ليست مجرد خيار استراتيجي، بل أصبحت ضرورة تفرضها المتغيرات العالمية، مؤكداً أن الاستثمارات المتبادلة بين الطرفين – والتي بلغت نحو 24 مليار دولار في عام 2024 وحده – تمثل رافعة أساسية للتنمية ودعماً مباشراً لمشروعات الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي والطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن اتحاد المصارف العربية، باعتباره منصة إقليمية جامعة للمؤسسات المالية، يواصل جهوده لبناء جسور الثقة وتعزيز آليات التعاون مع الشركاء الأوروبيين من خلال تطوير الأدوات التمويلية وتوسيع نطاق التنسيق والتشريعات المصرفية المشتركة.
وتناول الأتربي أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية والأوروبية، مشيراً إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية في عدد من الدول العربية مثل لبنان والسودان واليمن وسوريا، وكذلك تحديات أوروبا المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وتداعياتها على سلاسل الإمداد والأمن الغذائي والطاقة.
كما حذّر من تداعيات السياسات التجارية العالمية، لاسيما رفع التعريفات الجمركية الأميركية، وما قد تسببه من صدمات اقتصادية تهدد بنية التجارة الدولية.
وختم الأتربي كلمته بالتأكيد على أن اتحاد المصارف العربية مستعد للمضي قُدماً نحو شراكة أورومتوسطية حقيقية تقوم على التفاهم والتكامل، والمنفعة المتبادلة للفرص، ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا العربية، كما دعا إلى إطلاق صناديق استثمار عربية أوروبية وتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بما يسهم في بناء مستقبل مشترك أكثر استقراراً وازدهاراً.