مقالات الرأيو دي سُنة الحياة بواسطة د. محمد رشدي 4 ديسمبر، 2021 كتب د. محمد رشدي 4 ديسمبر، 2021 0 التعليقات النشر 0FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail215.للوهله الأولى عندما نقرأ هذا العنوان يعتقد البعض منا أنها مطلع لأغنية؛ ولكن هذه المرة قد يختلف الأمر فقد استوقفتني تلك الجملة عندما كنت مستقلًا سيارتي ذاهبًا إلى عملي في الصباح الباكر وإذا بهذه الأغنية تذاع علي الراديو وأخذ عقلي شاردًا في هذه الجملة “و دي سُنة الحياة” مُتأملًا سنن الله في الكون؛ فقد خلق الله في حياتنا العديد من السنن التي وجب علينا إحترامها والتعايـش معها ومن تلك السنن الحياة والموت، اللقاء والفراق، النجاح والفشل ويقدر الله لنا دخول اشخاص في حياتنا يكونوا عوضً من الله؛ يدخلون في حياتنا ويمرحون فيها كما تمرح الريم في الوديان ليملؤها بهجةً وسعادةً وهناك من يفعل النقيض. وما علينا الا ان نتقبل ونتأقلم مع تلك السنن.ومن ضمن تلك السُنن أن الله عز وجل قد خلقنا لعبادته وإعمار هذا الكون لإستمراريته والتمتع به والمحافظه عليه حتي نسلمه لمن يخلفنا الي أن يشاء الله وهذا ما يعرف بالإستدامة. وسيتم تناول الإستدامة بشكل عام وتأثيرها علي حياتنا في القطاعات المختلفة متناولًا الإستدامة المالية وتاثيرها علي الاقتصاد والقطاع الممصرفي.ما هي الأستدامةفي الآونة الأخيرة أصبح موضوع الاستدامة من المواضيع الساخنة التي تلقي اهتمامًا علي المستوي العالمي والأقليمي والمحلي وقد أولي المجتمع الدولي أهتمامًا بالغً بهذا الملف فقد انتهت فاعليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP26 في مدينة غلاسكو الشهر السالف. وتلك المدينة أُكن لها كل الحب والتقدير حيث لي العديد من الذكريات الجميلة المرتبطة بطبيعتها الساحرة والخضره المنتشرة بأرجائها وكرم أهلها. فقد قام الرئيس السيسي بتمثيل مصر في ذلك المؤتمر وذلك تماشيًا مع خطة مصر الطموحة 2030 نحو تحقيق الاستدامة. وقد توصل المؤتمر للعديد من التوصيات منها الحفاظ على أهداف اتّفاق باريس للمناخ عام 2015 للحدّ من ارتفاعهداف اتّفاق باريس للمناخ عام 2015 للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عند 1، 5 درجة إلى درجتين وذلك من خلال تخفيض ما يعرف بالبصمة الكربونية (Carbon footprint) وهي إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية، وقياسها يكون سعيا للحد من الآثار السلبية لتلك الانبعاثات. مما سيساعد على الحفاظ على موارد هذا العالم للأجيال القادمة.الاستدامة هي سُنة الحياةوتعتبر الإستدامة هي سُنه من سنن تلك الحياة في هذا الكون الي ان يشاء الله وقد ذكر أحد الكتاب الأمريكان في القرن الماضي وهو أمريسون“We do not inherit the earth from our ancestors; we borrow it from our children” Emersonوهي تعني أننا لا نرث من أسلفنا ولكننا نقترضها من أبنائنا.الدور المصري في الاستدامةولقد كان لمصر دورًا رائدًا في الاستدامة فقد قررت مصر في أواخر الأربعينات من القرن الماضي بإغلاق منجم السكري للذهب أحد أكبر مناجم الذهب في العالم، والاحتفاظ به للأجيال القادمة، وها هي مصر اليوم تستعيد مكانتها وتلعب دورها المحوري المعهود بتبني خطة طموحة بشأن الاستدامة التي تعمل عليها كافة أجهزة الدولة جانبًا الي جنب مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق خطة مصر الطموحة بشأن الاستدامة 2030 والتي تتناول فيها الاستدامة المالية. الاستدامة المالية Financial Sustainabilityوتعتبر الاستدامة المالية بشكل عام هي تحدي للعديد من المؤسسات ولن أقف عند هذا الحد ولكن هي تحدي مجتمعي بشكل عام. فالاستدامة المالية ستنعكس على الاقتصاد القومي، وأري أن من أهم سبل الاستدامة المالية ما توليه القيادة السياسية من اهتمام بملف الشمول المالي حيث أن أكثر من ثلثي الاقتصاد الوطني اقتصاد غير رسمي gray economy وبدمجه في الاقتصاد الرسمي سيساعد علي زيادة موارد الدولة وبالتالي تحسين الخدمات الأساسية التي تنهض بها الأمم، كزيادة موازنة التعليم والصحة والتي تعتبر أفضل استثمار للعنصر البشري الذي يصنع الأوطان. وهذا ما تحرص عليه القيادة السياسية في تلك الفترة العصيبة. واري أن التحول الرقمي هو السبيل للشمول المالي جانبًا إلى جنب مع إعطاء اولويه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة SMEs للنهوض بالاقتصاد القومي مما سينعكس بالإيجاب على كافة القطاعات ويحقق الاستدامة المالية.الخاتمةوفي الخاتمة وجب علينا أن ندرك جميعًا أن الأوطان لا تبني إلا بسواعد أبنائها المخلصين وتكليلًا لدور مصر المحوري واعترافًا من المجتمع الدولي أن مصرنا الغالية تخطُي بخُطي ثابته علي الطريق الصحيح فقد تم اختيار مصر لتستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ؛ حفظ الله مصر قادتها وأبنائها وترابها.بقلم الدكتور/ محمد رشديخبير مصرفي النشر 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail د. محمد رشدي المنشور السابق رواد النيل: تخريج 45 شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في برنامج الترويج للصادرات المنشور التالي وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي وزيرة الاقتصاد البلغارية لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية مقالات ذات صلة هوج بول.. واختراق العقول قبل الجيوب 9 مارس، 2023 بناء ثقافة الأمن السيبراني من الداخل.. الممارسات الحالية... 6 مارس، 2023 خطة بناء الفريق الناجح 27 فبراير، 2023 سلسلة النصائح الذهبية 14 فبراير، 2023 موقف سقف الديون الأمريكي الأسباب والتداعيات الاقتصادية المتعلقة... 8 فبراير، 2023 كيف تصبح قائدا مثاليا وناجحا؟ 28 يناير، 2023 النصائح العشر للمدرين الناجحين في قطاع التكنولوجيا 26 يناير، 2023 تحديد الأهداف وتحقيقها 23 يناير، 2023 النصائح العشرون الذهبية للشباب البادئ في مجال تكنولوجيا... 20 يناير، 2023 التحول الرقمي الشامل للخدمات البنكية وأثره على التطور... 17 يناير، 2023