هناك
أخطاء في كثير من المفاهيم والأمور لدي الكثيرين في أن النظام البنكي صمم من أجل
أن يكون للأغنياء فقط ، فمن السهل جدا إقراض الغني ملايين الدولارات/ ومن الصعب جدا
إقراض الفقراء مئة دولار، فقد جاء بنك جرامين “بنك الفقراء” الذي حقق
نجاحا كبير من خلال تقديمه لقروض متناهية الصغر للفقراء؛ ليصحح تلك المفاهيم
الخاطئة، ويثبت أن للبنوك دورا هاما في تحقيق التنمية الاقتصادية، ودعم ريادة الأعمال
وذلك من خلال إقراض الفقراء
.
وجاءت
فكرة إنشاء البنك من خلال قيام الدكتورمحمد يونس بعمل بحث عملي لاستكشاف إمكانيات
تصميم نظام مصرفي يصلح للفقراء من أهل الريف، ويعمل على حل مشكلاتهم الاقتصادية
الصعبة، وقد توصل إلى أنه إذا توافرت الموارد المالية للفقراء بأساليب وشروط
مناسبة، فإن ذلك يمكن أن يحقق نهضة تنموية كبيرة. وقد حقق المشروع بالفعل نجاحًا في
محافظة شيتاجونج<المشروع بالفعل نجاحًا في
محافظة شيتاجونج
Chittagong وامتد الى باقي المحافظات بمساعدة بنك بنجلاديش، إلى أن تحول المشروع إلى بنك
مستقل باسم جرامين، حيث ساهمت الحكومة فيه بنسبة 60% من رأس المال المدفوع، بينما
كانت الـ40% الباقية مملوكة للفقراء من المقترضين. وفي عام 1986م صارت النسبة 25% للحكومة و75 % للمقترضين.
ويعد بنك
جرامين أول مصرف في العالم يقوم بتوفير رؤوس الأموال للفقراء فقط، في صورة قروض دون ضمانات مالية؛ ليقوموا بتأسيس مشاريعهم الخاصة المدرّة للدخل، وذلك تأسيسًا
على الضمان الجماعي المنتظم في صورة مجموعات مكونة من خمسة أفراد، ومراكز مكونة صورة مجموعات مكونة من خمسة أفراد، ومراكز مكونة من
ست إلى ثماني مجموعات.
يتميز
مصرف جرامين بعدد من السمات التي تميزه عن غيره من البنوك؛ من أهمها:
•
مشروع اقتصادي ذو
أهداف اجتماعية مائة بالمائة
:
بنك
جرامين هو مشروع اقتصادي ربحي يقوم على تدوير المال واستثماره، وذلك بإقراض المال
لعملائه من الفقراء.
ويتخذ من الوسائل الكفيلة لاستعادة هذا المال من خلال نظام مالي وإداري صارم قائم على ضمان الجماعة المحلية، إضافة إلى رقابة ومتابعة موظفي البنك .
•
التركيز الشديد على
قضية الفقر ومعالجتها:
ما يفعله
بنك جرامين هو تقديم خدمة إلى الفقراء من خلال مد التسهيلات المصرفية للفقراء من
الرجال والنساء، والقضاء على استغلال المرابين للفقراء، وخلق فرص للتوظيف الذاتي
للقطاع العريض غير المستخدم أو محدود الاستخدام من مصادر الطاقة البشرية، ودمج
القطاع المهمش من المجتمع في طيات نموذج مؤسسي يستطيعون استيعابه، والتعامل معه من
خلال تعاون ودعم متبادل.
•
التركيز على النساء
كقوة للعمل: حيث يمثل النساء من عملاء المصرف نسبة 94%، وبالتالي فهن يمثلن نفس
النسبة من مالكي أسهم المصرف، كما أنهن يمثلن كما قلنا 69% من عضوية مجلس
الإدارة
.
•
تجربة تنموية متكاملة
من خلال عدة محاور؛ هي
:
يستطيع
المستفيد الحصول على قرض، وعليه الالتزام باستثمار القرض في الغرض المطلوب من أجله
خلال الأسبوع الأول من استلام القرض، وباستخدام القرض في الغرض المخصص له، كما يحق
له الحصول على قرض آخر.
وأنواع
القروض في البنك؛ هي:
–القرض العام، ويحصل عليه كل أعضاء البنك،
ويستخدم في جميع أغراض الاستثمار الفردي.
–القرض الموسمي، والغرض منه دعم الزراعات
الموسمية.
–
قرض الأسرة، وتحصل
عليه الأسرة عن طريق المرأة، وهي المسؤولة قانونيا عنه.
–
وهناك قروض الإسكان.
وكذلك هناك (صناديق الادخار المختلفة، صندوق الطوارئ، صناديق أخرى، مثل: صندوق المدخرات الخاصة، وصندوق رفاهة الأطفال) .
وحقق البنك أرباحا منذ إنشائه الى الآن، فيما عدا في بداياته حقق خسارة، ولكن هذه الخسارة لم تتكرر مجددا؛ فالأرباح التي يحققها البنك تعود إلى المقترضين؛ لأنهم هم الملاك والشركاء، ولا تذهب إلى أي شخص آخر.
ونتيجة لذلك النجاح الكبير الذي حققة البنك، فإن البنك امتد من النطاق المحلي (بنجلاديش) إلى النطاق الإقليمي، ليصبح له فروع عديده على مستوى العالم، مثل الولايات المتحده الامريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، النرويج، السويد، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، الصين، والهند، ومعظم البلاد الإفريقية، ومنطقة الخليج .
ومتلك
البنك برامج تسمى “القرية الصغيرة”، وتلك البرامج مصممة من قِبل بنك
جرامين على نفس الأساس الذي أنشئ من أجله ولخدمة نفس الهدف، حيث لا يقوم البنك
بإدارة تلك البرامج في تلك الدول، ولكنها تُدار أحيانا من خلال الحكومة أو القطاع
المصرفي.
كما أن
هناك برامج أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية “جرامين أمريكا”، التي
بدأ تنفيذها وإدارتها من قِبل البنك في 2008 ب مدينة نيويورك .
كما تم إنشاء فروع عديدة في لوس انجلوس، سان فرانسيسكو، هيوستن، أوماها، نابراسكا، بوسطن، شمال كارولينا، أوسطتين، إنديانا بول.