رحل عن عالمنا خالد محمد كانو في أغسطس 2025 عن عمر 84 عامًا، وهو أحد أعمدة الاقتصاد البحريني، وفي السطور التالية نروى أبرز مراحل حياته.
وُلد خالد محمد كانو عام 1941 في المنامة، البحرين، وسط عائلة تجارية عريقة أسست واحدة من أقدم وأكبر الشركات في الخليج: مجموعة يوسف بن أحمد كانو. درس التجارة والإدارة، وأكمل برنامجًا متقدمًا في الولايات المتحدة، قبل أن يعود لينضم إلى المجموعة عام 1969. منذ اللحظة الأولى، حمل رؤية تتجاوز حدود البحرين نحو الخليج كله.
بدأ خالد مسيرته مساعدًا لمدير فرع، لكنه سرعان ما تدرج ليصبح العضو المنتدب عام 1995، ثم رئيس مجلس إدارة المجموعة. في عهده تحولت “كانو” من تكتل محلي إلى إمبراطورية إقليمية. توسعت أنشطتها إلى السعودية، الإمارات، عُمان، وقطر، مع شراكات دولية كبرى في الشحن (Maersk)، السفر (American Express)، والطاقة والصناعة (BASF وAkzoNobel).
بعيدًا عن إدارة الأعمال، ترك خالد بصمات مؤثرة في الاقتصاد البحريني والخليجي:
- ترأس غرفة تجارة وصناعة البحرين.
- شارك في مجلس التنمية الاقتصادية والبنك المركزي البحريني.
- كان صوتًا بارزًا في الدعوة إلى تكامل اقتصادي خليجي.
آمن خالد كانو أن نجاح الاقتصاد لا ينفصل عن المجتمع. لذلك:
- أسس جائزة يوسف بن أحمد كانو للعمل التطوعي، التي دعمت الأبحاث والمبادرات الاجتماعية والثقافية.
- شارك في تأسيس المركز الخليجي لعلاج السكري بالتعاون مع جامعة هارفارد.
- وثق تاريخ العائلة في كتابه “بيت كانو – قرن من الأعمال التجارية”، ليحفظ الذاكرة الاقتصادية البحرينية.
التكريمات والاعترافات
- حازت مجموعته على جائزة الإنجاز مدى الحياة في البحرين لريادة الأعمال عام 2017.
- كرّمته مؤسسات اقتصادية محلية ودولية لدوره في تعزيز التجارة والاستثمار.
- استمر اسمه حاضرًا في قوائم Forbes Middle East، حيث جاءت مجموعة YBA Kanoo في المرتبة 76 ضمن أقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2025، بعد أن احتلت المرتبة 55 في 2024.
حجم الثروة والمكانة
رغم أن ثروته الشخصية لم تُعلن بدقة، فإن مجموعة YBA Kanoo تُصنف كواحدة من أكبر التكتلات العائلية في الشرق الأوسط، بإيرادات سنوية تقدّر بمليارات الدولارات، مع محفظة أعمال تشمل الطاقة، العقارات، السفر، اللوجستيات، والخدمات المالية. هذا الإرث يعكس حجم القوة المالية التي تركها للعائلة وللاقتصاد الخليجي.
رحل خالد محمد كانو في أغسطس 2025 عن عمر 84 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا يتجاوز الحدود. اليوم يقود الجيل الجديد من العائلة – من بينهم فوزي أحمد كانو – المجموعة عبر مجلس إدارة حديث، مستفيدًا من حوكمة مؤسسية تضمن استمرار النمو والتوسع.
خالد محمد كانو لم يكن مجرد رجل أعمال بحريني، بل رمزًا اقتصاديًا إقليميًا، ساهم في صياغة ملامح الاقتصاد الخليجي الحديث. قصته تعكس قوة الشركات العائلية العربية وقدرتها على الاستمرار عبر الأجيال، من التجارة التقليدية إلى صناعة المستقبل