ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط فوق 64 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، متجهةً نحو تحقيق أول مكاسبها الأسبوعية في ثلاثة أسابيع، مع تلاشي الآمال في التوصل إلى اتفاق سريع بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشارت التقارير إلى غارات جوية روسية قرب حدود الاتحاد الأوروبي، وهجمات أوكرانية على مصفاة نفط روسية.
وطالبت موسكو بتنازلات كبيرة، لكن الرئيس زيلينسكي رفض التنازل عن أي أراضٍ.
في الوقت نفسه، صعّدت الولايات المتحدة ضغوطها على الهند بشأن مشترياتها من النفط الخام الروسي، معلنةً فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية ابتداء من 27 أغسطس، حيث يُشكّل النفط ما يقرب من 35% من واردات الهند.
كما استمدت الأسعار دعماً من أحدث تقرير لمخزونات النفط الأمريكية، الذي أظهر أكبر انخفاض على مستوى البلاد منذ منتصف يونيو، على الرغم من أن استمرار تراكم المخزونات في كوشينغ يُشير إلى ضعف الطلب الأساسي، على صعيد آخر انتظر المتداولون تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول في وقت لاحق اليوم، بحثاً عن مؤشرات سياسية قد تؤثر على الطلب العالمي.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا اللوم على بعضهما البعض في تعثر عملية السلام، وأظهرت بيانات أميركية سابقة مؤشرات على طلب قوي في أكبر دولة مستهلكة للنفط.
ظل مسار السلام في أوكرانيا غير مؤكد، ما جعل تجار النفط حذرين بعد عمليات بيع مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين على أمل أن يتفاوض الرئيس الأميركي دونالد ترامب قريباً على إنهاء دبلوماسي للحرب بين روسيا وجارتها.
ومنذ ذلك الحين، تبادلت كل من موسكو وكييف اللوم في تعثر عملية السلام، شنّت روسيا يوم الخميس هجوماً جوياً كبيراً قرب حدود أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، بينما زعمت أوكرانيا أنها ضربت مصفاة نفط روسية.
من جهتها، أفادت شركة ريتربوش وشركاه، المتخصصة في استشارات تداول النفط، لعملائها يوم الخميس: «يعود بعض أثر المخاطر الجيوسياسية تدريجياً إلى السوق».
وقال تاماس فارغا، المحلل في شركة بي في إم أويل أسوشيتس، إن حالة عدم اليقين التي تكتنف محادثات السلام تعني عودة احتمال تشديد العقوبات على روسيا إلى الواجهة.
كما دعمت أسعار النفط انخفاضاً أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، ما يشير إلى قوة الطلب.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء بأن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، بينما توقع المحللون انخفاضاً قدره 1.8 مليون برميل.
قال أليكس هودز، المحلل في ستونيكس، لعملائه: «تتناقض هذه المخزونات المحلية المحدودة مع توقعات فائض المعروض التي توقعتها كل من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2026، ما يتحدى توقعات السوق الأوسع نطاقاً للمتداولين».
كما يتطلع المستثمرون إلى مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي في وايومنج بحثاً عن مؤشرات على احتمال خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل.