تغيرات بيئه العمل بعد الكورونا

والأهم من ذلك، يهدف هذا الإجراء إلى تقليل أي اتصال جسدي أو تواصل غير ضروري أو تجمعات، يمكن أن تؤدي إلى انتشار أكبر لفيروس كورونا. 

لقد غيّرت جائحة كورونا مكان العمل تغييرًا هائلًا حيث أصبحت تحل مكالمات الفيديو والرسائل الفورية محل الإجتماعات، وأعلنت بعض الشركات العملاقه، أنها ستسمح للموظفين بالعمل من المنزل بصورة دائمة.

و قد ارتفع عدد الأمريكيين الذين يعملون عن بُعد ارتفاعًا هائلًا منذ شهر مارس، وبأواخر أبريل، قال أكثر من نصف العاملين، الذين يمثلون أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي، إنهم يعملون من المنزل بدوام كامل، في حين إن 26% فقط من القوة العاملة الأمريكية تواصل العمل من مقر عملها.

بالإضافة إلى هذا، قال رُبع العاملين من المنزل فقط إنهم سيعودون طواعية إلى مكاتبهم إذا أُعيد فتحها؛ بينما قال النصف إنهم يريدون مواصلة العمل عن بُعد لأنهم يفضلونه.


وقد أعلنت شركة فيسبوك، أنها ستسمح لنصف موظفيها البالغ عدهم 50 ألف تقريبًا بالعمل من المنزل بصورة دائمة، اتّباعًا لشركه تويتر، كما تدرس صناعات أخرى تغييرات مشابهة؛ حيث أعلن عملاق التأمين “ناشين وايد” أنه سيتبنى نموذجًا مختلطًا، حيث سيحتفظ بمكاتب في أربعة مواقع ويعمم العمل عن بُعد في بقية المواقع.


الآثار الاقتصاديه للعمل عن بعد:
أبرز الآثار الاقتصادية تظهر بوضوح في الإنتاجية وتكافؤ فرص العمل بين شرائح المجتمع المختلفة من حيث النوع والعمر والظروف الصحية والاجتماعية، فعلى مستوى التوظيف نلاحظ ارتفاع مستويات التوظيف في الدول التي عملت بهذا النظام، وعلى سبيل المثال تمكنت بعض الاقتصاديات مثل الصين، والهند، وماليزيا، وتايلاند، والسنغال، وجنوب أفريقيا، من تحقيق تقدم سريع في الصناعة المعلوماتية، والتي ساهمت في زيادة التصدير وتوفير المزيد من فرص العمل.

ولهذا النظام تأثيره على إنتاجية العمل، وليس أدل على ذلك من تحويل شركة “ثري كوم” للحاسبات 120 عاملاً إلى العمل عن بشركة “ثري كوم” للحاسبات 120 عاملاً إلى العمل عن بعد، ووجدت أنهم يقضون 25 ساعة أسبوعيًا مع العملاء، بدلا من 12-15 ساعة أو أقل قبل تطبيق هذا النظام.

إيجابيات وسلبيات العمل عن بعد:
أولاً: الإيجابيات

• توفير التكاليف للموظف

يوفر العمل من المنزل العديد من التكاليف التي تندرج تحت بند الذهاب إلى العمل؛ هذه التكاليف تتضمن التكاليف التي تدفع على السيارات من وقود وصيانة، وأجرة المواقف.

بالاضافه إيضًا إلى التكاليف غير المباشرة مثل الأموال التي تنفق على ملابس العمل الرسمية بالاضافه الي التكاليف التي تدفع على رعاية الأطفال.

• توفير التكاليف لصاحب العمل

فهي حل اقتصادي لصاحب العمل الذي لم يعد يلزمه تأثيث مكتب لكل موظف، وما يصاحبه من مصاريف تشغيلية. 

• المرونة

إتمام الأعمال في الأوقات والمواعيد المناسبة للموظف. 

• القرب من العائلة

يكون العمل في المنزل أمر مهدئ للأهل، وذلك لكونهم على مقربة من أطفالهم، ويمكن أن تطبق هذه النقطة أيضًا على الكبار في السن عند حاجتهم إلى الرعاية.

• إنتاجية أعلى

عند العمل في المنزل يكون المرء بعيدًا عن الضغوطات العديدة وعوامل تشتيت الانتباه الكثيرة، التي قد توجد في مقر الشركة مما يعمل علي زيادة الإنتاجية.

• توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية

وقد أصبح من السهل تحقيق ذلك الأمر مع العمل من المنزل، خصوصًا إذا كان للموظف وسيلة متوفرة وسهلة للذهاب إلى المكتب في حال طلبه.
ثانيًا: السلبيات:

• العزلة

غالبًا ما يشتكي العاملون من المنزل من العزلة والوحدة بسبب عدم تواجدهم مع رؤسائهم وزملائهم، إذ يمكن أن يكون هذا الأمر محبطًا جدًّا للبعض.

• مصادر إلهاء جديدة

بالرغم من إمكانية تجنب عوامل تشتيت الإنتباه، التي توجد في الشركة، قد تظهر عوامل إلهاء جديدة، حيث يمكن للإزعاجات أن تنتج عن الأطفال والجيران والعائلة أيضًا، إذ ستضطر لبذل بعض الجهود لإعلام الآخرين بأنك تعمل من المنزل وأنك غير متفرغ. 

فبينما يحاول المرء أن يؤدي مهام عمله يجد نفسه مضطرًا إلى إدارة الأمور المنزلية، ومن الضروري أن يضع المرء حدًّا بين المنزل والعمل حتى يتجنب المعاناة في هذين الجانبين.

• عدم القدره علي تنظيم الوقت

حيث يضطر الموظف لبذل مجهود أكبر من أجل تنظيم وقته، ولذلك يجب القيام بإعداد قائمة بالمهام اليومية مع الحرص على تحديد الموعد النهائي لكل من هذه المهام.

• إهدار الوقت وعدم إتمام مهام العمل

قد يعتبر بعض العاملين فترة العمل من المنزل بمثابه أجازه فيبدؤا في إهدار الوقت وعدم إتمام الأعمال الموكلة إليهم في مواعيدها المحددة. 

• عدم المساواة 

قد يؤدي إلى انعدام المساواة حيث؛ إن العاملين المتعلمين أكثر ترجيحًا لامتلاك القدرة على العمل عن بُعد وبالتالي مواصلة التقدم في مسيرتهم المهنية
احتياج هذا النوع من العمل الي تعليم فوق المتوسط، لذا فإن هذا العمل ليس مفتوحا لجميع الفئات وهناك شروط تعليمية خاصة له.



التقنية التكنولوجيه المتطورة 
احتياج هذا النوع من العمل واعتماده على وسيلة تقنية قد تكون غير متوفرة في كل مكان، لذا فان هناك محدودية في إمكانية الاستخدام، كما أن التوسع في هذا العمل يتطلب تقنية موسعة ويتكلف إعدادها مبالغ كبيرة وزمنا طويل

إمكانية التطبيق
عدم إمكانية العمل عن بعد في كل الأعمال حيث إنه خاص بالأعمال النظرية، وغير مناسب للأعمال العضلية والجسدية.

والعمل عن بعد من الممكن أن يكون للوظائف ﺍلتي تتميز ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ بالأمور التالية:

• يمكن تنفيذها عبر أجهزة المعلومات والإتصالات. 
• يغلب عليها الطابع الفكري. 
• أعمال محددة ومعروفة ويمكن تنفيذها من قبل فرد واحد. 
• يمكن قياس الإنتاجية بسهولة. 
• لا تحتاج في الغالب إلى إشراف متواصل. 

من أمثلة الأعمال التي يمكن القيام بها عن بعد:

• الرد علي استفسارات خدمة العملاء والموظفين. 
• الرد على الشكاوى ومعالجتها. 
• خدمات التسويق والعروض الترويجية. 
• تقديم تقارير يومية، أسبوعية وشهرية. 
• الترجمة. 
• إدارة حسابات العملاء. 
• المحاسبة والإدارة المالية. 
• إدارة عامة. 
• تقنية المعلومات والدعم الفني عن بعد. 
• تطوير مواقع الويب وتصميم جرافيك. 
• إدارة المشاريع. 
• المبيعات و المشتريات. 
• الأبحاث. 
• خدمات إدخال البيانات. 

ما الذي يجب على المؤسسات فعله فيما يتعلق بتفعيل دور العمل عن بعد؟  
أن يكون هناك نظم أو سياسات جيدة لتسهيل عملية الإتصال بالعمل، يتم تحدّيد أهداف الفريق الذي يعمل عن بعد بكل وضوح مع التأكّد أيضًا من أنّ كل فرد في الفريق يعرف تمامًا كيف سيساهم في تحقيق هذه الأهداف.

رفع مستوى فريق العمل عن بعد حيث يتم تزويد الموظفين بتكنولوجيا المعلومات للسماح لهم بالعمل من المنزل، مع استخدم التكنولوجيا المناسبة، مع التأكد إن الذين يعملون من المنزل لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت وعقد المؤتمرات الصوتية واستخدام البرامج المهمة الأخرى مع التواصل بشكل مستمر مع الفريق.

بقلم: منه الله صلاح الدين شعبان

مدير إدارة المشتريات وإدارة الأصول الثابته بإحدى البنوك