محمد الكتاني: نوايا مجموعة «التجاري وفا بنك» تجاه مصر واعدةٌ للغاية

محمد الكتاني: 

إفريقيا تتطلب إصلاحات اقتصادية جذرية لاستيعاب الخريجين الجُدد

مصر بوابة إفريقيا الشرقية.. ولدينا خطط توسعية قوية

التقليل من البيروقراطية وتسهيل العمل لرواد الأعمال ضرورة لاستغلال الفرص الممنوحة لإفريقيا

قال محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة التجاري وفا بنك المغربية، إن منتدى إفريقيا في دورته السادسة برعاية ملك المغرب، شهد إقبالا كبيرا من قِبل المشاركين، حيث جذب هذا المنتدى أكثر من 2000 مشارك في أسابيع قليلة.

ما أهمية منتدى الاستثمار في إفريقيا؟

المنتدي هدفه الأسمى دعم التواصل ما بين الفاعلين الاقتصاديين ورواد الأعمال من الجنسيين بالقارة الإفريقية؛ لتحقيق اندماج اقتصادي ومالي. الاتحاد الإفريقي الذي يرأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي يطالب دائما بتفعيل سياسة اندماج الاقتصاد الإفريقي وخلق منطقة حرة؛ لتسهيل العمليات الاستثمارية، وزيادة التبادل التجاري، وهو ما أدى إلى اهتمامنا بهذا المنتدى الذى انطلق في 2010.

لذا، فإن التجاري وفا بنك يسعى لدعم التبادل التجاري بين الدول الإفريقية، وهذا المنتدى أرضية للنقاش البنّاء، وتحقيق عمليات على أرض الواقع.

كيف ترى فرص النمو التجاري في إفريقيا؟

التبادل التجاري بين الدول الإفريقية لا يتعدى 15%، فيما يتعدى التبادل التجاري الـ60% بين الدول الأوروبية، وأيضا في الدول الأسيوية، وهو ما يتطلب من الدول الإفريقية تفعيل سياسة عملية؛ لتحقيق هذا الإندماج. قارة إفريقيا قارة شابّة، حيث يدخل سنويا عشرات الملايين من الشباب سوق العمل، وهو ما يتطلب إصلاحات اقتصادية جذرية حتى لا تكون هذه الثروة عبئا على الدول.

وما نودّ تأكيده أن التقليل من البيروقراطية، وتسهيل العمل لرواد الأعمال، أصبح ضرورة لاستغلال الفرص الممنوحة لإفريقيا حاليا في مجال التكنولوجيا الحديثة.وحة لإفريقيا حاليا في مجال التكنولوجيا الحديثة. وهنا، يتوجب على الحكومات تفعيل استراتيجيات لدمج الشباب في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، لخلق ملايين من فرص العمل، لا سيما وأن الدول الإفريقية تفوق الآن العديد من الدول في الديجتال بانكنج.

ما المطلوب لدعم التعاون بين الدول الإفريقية؟

يجب على المسؤولين الحكوميين فى الدول الإفريقية وضع استراتيجيات واضحة ومحفزة؛ لدعم ريادة أعمال النساء الأفارقة، لأنهن مستقبل القارة، والعديد منهن حققن نجاحات كبيرة، ونسعى إلى عقد عدة اجتماعات عمل خلال الفترة المقبلة؛ لرفع حجم المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية، خاصة معدلمبادلات التجارية بين الدول الإفريقية، خاصة معدلات الاستثمار.

ونؤكد أن الاستثمارات الأجنبية الخاصة المغربية تعد أكبر مستثمر حاليا في غرب إفريقيا، وإفريقيا الوسطى، وثاني مستثمر على مستوى القارة، ويأتى ذلك تفعيلا للتوجهات الملكية للتوسع في إفريقيا؛ لأن الملك محمد السادس أعطى أولوية لدعم التعاون مع الدول الإفريقية، وخلال العشر سنوات الأخيرة تم توقيع أكثر من 1000 اتفاقية اقتصادية ما بين القطاعين العام والخاص في العديد من الدول.

أيضا وجود شبكة بنكية يعزز التبادل التجاري بين الدول الإفريقية، ويدعم الثقة بين البلدان في التعامل فيما بينهم، وبنكنُا يموّل الاتفاقيات بين تلك الدول.

كيف ينظر البنك إلى السوق المصرية؟

نوايا مجموعة تجاري وفا بنك لدولة مصر الشقيقة واعدةٌ جدا؛ لأننا نرى أن مصر بوابة إفريقيا الشرقية، مثل كون المغرب بوابة إفريقيا الغربية.

وربما بمدّنا جسور عمل فعّالة ما بين الشرق والغرب بين وجودنا بمصر والمغرب، سيمكّننا من فتح الأبواب للشركات المصرية لفتح أسواق جديدة بالنسبة لها. وسأقوم أنا والفريق المغربي بزيارة القاهرة في شهر مارس، وسينطلق العمل لنادي إفريقيا للتنمية في مصر في 12 مايو، كما هو موجود في المغرب وكل البلدان التي استثمر فيها التجاري وفا بنك، وهذا سيكون همزة وصل بين الشركات المصرية وكل عملاء مجموعة التجاري وفا بنك في 15 دولة إفريقية حتى المغرب.

هل هناك نية لزيادة رأس المال في مصر؟

بالنسبة لزيادة رأس مال التجاري وفا بنك إيجبت، فهذا الموضوع ليس مطروحًا الآن، ولكن ربما في المستقبل؛ لأن هدفنا الأول هو تفعيل الاستراتيجية التوسّعية التي انطلقنا بها الآن، وكل زملائنا الآن في مصر مهتمون بتفعيل هذه الاستراتيجية على أرض الواقع.

وبالنسبة إلى التوسع في السوق المصرية من ناحية الاستحواذ على بنك موجود… إلى آخره، فهذا ليس مطروحًا على المدى المتوسط؛ لأن مجموعة التجاري وفا بنك معروفة بالسير خطوةً خطوةً.. ونحن الآن قمنا بشراء بنك باركليز- مصر، وهو استثمار مهم جدًا، وعلينا تحقيق الاستراتيجية الأولية؛ لتوسيع حجم التجاري وفا بنك ايجيبت، بتفعيل استراتيجية عضوية داخليًا.

هل استلهم التجاري وفا بنك وحده توجيهات الملك بالتوسع في إفريقيا؟

هناك ثلاثة بنوك دخلت إلى السوق الإفريقية، تشمل البنك الشعبي، والبنك المغربي للتجارة الخارجية، ولكن التجاري وفا بنك يحتل الصدارة في السوق المغربية. نحن أول بنك بالمغرب، وثاني بنك هو البنك الشعبي، وثالث بنك هو البنك المغربي للتجارة المغربية، وهو بنك حر، وليس مملوكا للدولة.. ولكن نحن البنك الأول من حيث إجمالي الأصول والأسهم على الصعيد الإفريقي.

هل يواجه البنك مخاطر للعمل في إفريقيا؟

عندما نقيّم حصيلة البنك في الـ10 سنوات الأخيرة بإفريقيا نجدها كلها ناجحة. إفريقيا ربما في سنة ما عرفت بعض المشاكل، فتونس عرفت ثورة، وفي سنة الثورة مجموعة التجاري وفا بنك استمرت في العمل، وقامت بعمليات، ونمت أعمالها.

كما واجهنا حربا أهلية بكوت ديفوار، وأغلقنا البنك لمدة 3 أشهر، ولكن عند افتتاحه مجددًا عوّضنا في بضعة أشهر كل ما فقدناه في 3 أشهر. لذلك، أقول في كل الندوات إن المخاطرة بإفريقيا ودخول السوق الإفريقية بصفة علمية مدروسة تؤدي إلى الربحية المرتفعة، فنسبة 30% من أرباح مجموعة التجاري وفا بنك من السوق الإفريقية.. لذا، أشجّع الشركات المصرية على الاستثمار في إفريقيا؛ لربحيتها المرتفعة، ولكن يُشترط لدخول السوق الإفريقية منهج علمي، وتقييمات منهجية.

لماذا تم اختيار دولة سيراليون كضيف شرف فى منتدى الاستثمار وإفريقيا هذا العام؟

دولة سيراليون توجد بها ملايين من السكان، وذات موقع مهم جدا، فهى تقع غرب قارة إفريقيا على المحيط الأطلسي، وتحدها غينيا من الشمال، وليبريا من الجنوب الشرق وتحدها غينيا من الشمال، وليبريا من الجنوب الشرقي، ومرت سيراليون بصعوبات كبيرة آخر 10 سنوات، ودخلت في مسلسل ديمقراطي مثالي على الصعيد الإفريقي، فهي تتبنَّى الآن تفعيل سياسات للرفع من مستوى النمو.

وقد تشرّفنا بحضور رئيس الجمهورية لدولة سيراليون، واستغلينا الفرصة، لتكون سيراليون ضيف شرف للترويج حول البرنامج الحكومي، وأظهر الرئيس حماسة من المشاركة في المنتدى، فهو فرصة مهمة لإعطاء تصور للسياسة الحكومية الجديدة للدولة؛ لدعمها كبلد واعٍ في المستقبل. فسيراليون تمتلك موارد طبيعية مهمة في قطاع الحديد والذهب والماس، وفي قطاع الزراعة، وقطاع السياحة لم يستغل إلى الاآن .

ولقد اهتم كثير من المستثمرين الدوليين في المنتدى بقطاع المناجم والسياحة في سيراليون، وقاموا بطلب مقابلات مع أعضاء الحكومة، التي رافقت رئيس الجمهورية، وهذا بالفعل هو الهدف من المنتدى.