146
1- تدني أسعار النفط:
تعتبر فنزويلا واحدة من الدول التي تعتمد بنسبة كبيرة جدًا على النفط في الحصول على عائدات جيدة أو العملة الصعبة، وبالتالي تمويل عمليات الاقتصاد واستيراد الأغدية والمواد اللازمة.
وكانت الإيرادات كبيرة عندما وصل سعر البرميل حوالي 100 دولار عام 2013 و2014، ولكن بقاء أسعار النفط حاليًا عند أدنى مستويات تاريخية أسفر عن معاناة الاقتصاد الفنزويلي.
وأثر تراجع أسعار النفط على فنزويلا التي تعتمد عليه بشكل أساسي ضمن صادراتها بشكل سلبي، وذلك يرجع إلى سببين؛ الأول هو أن العرض أكثر من الطلب، وكل دول أوبك متمسكة بالعدد اليومي من الصادرات، والسبب الثاني هو تأثير تباطؤ الاقتصادي العالمي ضمن تداعيات أزمة 2008 بشكل سلبي على واردات الصين والولايات المتحدة الأمريكية والقوى، التي تستورد هذه المادة وتعد محركًا لعملياتها الصناعية أيضًا خلال الفترة الأخيرة.
2- انخفاض قيمة العملة الفنزويلية:
أدى انخفاض العملة الصعبة بشكل حاد الناجم عن تراجع أسعار النفط إلى انهيار العملة المحلية “بوليفار”، حيث بلغت قيمة الدولار 175 بوليفارًا عام 2015، ووصلت قيمة العملة الأمريكية عام 2016 إلى 865 بوليفارًا، أي أقل من سنت واحد، وحاليًا أصبح البوليفار الفنزويلي يعادل 0.100 دولار أمريكي.
ويستبدل أغلب مواطني فنزويلا البوليفار بالدولار الأمريكي بشكل غير رسمي، كما أن نظام “مادورو” يشمل ثلاثة أسعار للصرف، اثنان لأنواع مختلفة من الواردات، وواحد للمواطنين العاديين.
3- أزمة الديون:
كانت “كاراكاس” على شفا التعثر في سداد الديون في عام 2016، وبالكاد استطاعت الحكومة توفير بعض الأموال من صادرات النفط الكافية للوفاء بالالتزامات الخارجية.
وأنشأ مادورو رئيس فنزويلا الحالي نظامًا للصرّف يعمل بسرعتين، من أجل تقليص الضغوط التضخمية، مع منح المؤسسات الاقتصادية تسهيلات الحصول على العملات الصعبة، بحيث تستطيع هذه المؤسسات أن تقلص النقص في المواد الغذائية مع تمكنّها من الاستيراد بسهولة.
ويتمثل الخطر الذي قد يسببه تنشيط الاستيراد، من دون أن تستعيد الصادرات حيويّتها، في المساهمة في تدهور الأرصدة الخارجية التي تحصل عليها البلاد من العملات الصعبة، فحتى يصبح الاقتصاد فعالاً يجب أن يكون مفعولُ العلاج سريعًا وجليًا؛ لأنه وراء تدهور هذه الموازنة أصبحت فنزويلا تواجه تهديدًا آخر وهو عدم قدرتها على الدفع.
4- إندلاع أزمة الغذاء:
أضحت أسعار السلع المستوردة باهظة جدًا في ظل الانهيار التام لعملة فنزويلا، وأصبحت الحكومة غير قادرة على شراء واردات السلع الغذائية الأساسية، مثل الحليب والدقيق والبيض؛ بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تتعرض لها فنزويلا، وهو ما جعل العديد من المتاجر والسوبرماركت خاوية من هذه السلع، وأسفر ذلك عن تضرر فئة الفقراء والطبقة المتوسطة المهددة بالفقر.
5- العقوبات الأمريكية:
أوقفت العقوبات الأمريكية التمويل من الخارج، ومنعت التبادلات الاقتصادية بينها وبين “كاراكاس” وشركات أمريكية كبرى.
ويعتبر الرئيس الفنزويلي أن العقوبات الأميركية هي سبب الأزمات المالية التي تعاني منها بلاده، لكنه يقر بأن الحكومة “ستتعلم مع مرور الوقت”.
وقد لجأت الحكومة الفنزويلية في أغسطس 2018، إلى إجراءات اقتصادية لتفادي الانهيار الكبير للعملة، كان أبرزها إطلاق عملة جديدة تدعى “البوليفار السيادي” مع حذف خمسة أصفار ليحل محل “البوليفار القوي” السابق.
ويسعى مادورو، من خلال هذه المبادرة، إلى الحدّ من مشكلة التضخم التي طالت الاقتصاد الفنزويلي، وفرض “انضباط مالي” للبلاد، فضلًا عن التوقف عن طباعة النقود بشكل مفرط مثلما كان الحال في السنوات الماضية.