. قرر البنك المركزي الأرجنتيني، رفع أسعار الفائدة بمقدار 5 نقاط مئوية، أي بنحو 500 نقطة أساس، لتسجل 45%، كما تعهد بالإبقاء على معدلات الفائدة عند هذا المستوى حتى أكتوبر المقبل، وبالتخلص التدريجي من نحو مليار بيزو، أي ما يعادل 33.2 مليار دولار، من السندات قصيرة الأجل بحلول ديسمبر 2017.
جاء ذلك نتيجة لقيام الأرجنتين باتخاذ خطوات طارئة لتحقيق الاستقرار في عملتها، تزامنًا مع انهيار الأسواق الناشئة نتيجة للأزمة التركية.
ويعد ارتفاع أسعار الفائدة هو الارتفاع الرابع المفاجئ من قِبل البنك المركزي هذا العام، خوفًا من أن يصبح التضخم خارج السيطرة، وتضعف قدرة الحكومة في اتخاذ خطوات كافية لدعم الاقتصاد.
وبالفعل استعاد البيزو جزءا من قيمته بعد الهبوط لأدنى مستوياته اليوم بعد الإعلان عن أسعار الفائدة الجديدة، بعدما كان انخفض ظهر يوم الاثنين، بنحو 2.4% ليصل إلى 29.98 دولار، بالإضافة إلى انخفاضه بنحو 3.6% في وقت سابق.
وقد تراجع البيزو الأرجنتيني بنحو 38% منذ بداية هذا العام، ليصبح بذلك ثاني أسوأ عملة في الأسواق الناشئة بعد الليرة التركية، وارتفع العائد على سندات الخزانة الحكومية بنحو 10%، وجاءت عمليات البيع الأخيرة للبيزو مدفوعةً بالقلق من أن تصيب الأزمة التركية الأسواق الناشئة الأخرى، حيث كان ينظر إلى الأرجنتين باعتبارها من أكثر الاقتصادات ضعفا في العالم.
تتناقض خطوات الأرجنتين مع ما يحدث في تركيا، حيث فقدت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ثقة المستثمرين، نظرًا لرفض رفع أسعار الفائدة في أعقاب الأزمة، وبينما تعاني الأرجنتين من نفس المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها تركيا، كالتضخم وعجز الحساب الجاري وميزانية الدولة، إلا أن الأرجنتين، الواقعة في أمريكا اللاتينية، تقرر سياسات أرثوذكسية يَنصح بها مستشارون من صندوق النقد الدولي.
وفي هذا السياق، قال ألبيرتو راموس، رئيس أبحاث منطقة أمريكا اللاتينية في بنك جولدمان ساكس، إن البنك المركزي الأرجنتيني يظهر عزمه في كبح جماح التضخم، والحفاظ على العملة، مشيرًا إلى أن هناك صدمة خارجية أثرت على البيزو، إلا أن الأرجنتين تتبع الطريقة الكلاسيكية، والتي تعتمد على رفع أسعار الفائدة، ونأمل أن تتمكن تلك الطرق من تحقيق استقرار العملة، بحسب وكالة “بلومبرج”.
وفي السياق ذاته، قال سيوبان موردين، رئيس قطاع الدخل الثابت لأمريكا اللاتينية في نومورا هولدنجز، إنه الثابت لأمريكا اللاتينية في نومورا هولدنجز، إنه كان من الضروري أتخاذ خطوات لتجنب العدوى المالية (الأزمة التركية)، ومنع نقلها إلى الاقتصاد الأرجنتيني.
وجاء الإفصاح عن أسعار الفائدة، في نفس اليوم الذي بدأ فيه صندوق النقد مهمته بداخل الأرجنتين، بعد تمويلها بنحو 50 مليار دولار في يونيو، كما يصادف الشهر تولي وزير المالية السابق لويس كابوتو، منصبه في البنك المركزي خلفًا لـ فيدريكو ستورزينجر، والذي اعترف بنفسه أنه قد فقد مصداقيته مع المستثمرين.
وقد أعلنت وزارة الخزانة الأرجنتينية بشكل منفصل، أنها قد أصدرت تعليمات للبنك المركزي بإلغاء مزاده اليومي بالدولار، حيث كان يقوم ببيع حوالي 50 إلى 100 مليون دولار يوميا منذ 21 يونيو الماضي، للحفاظ على “البيزو”، ولكن احتفظ “المركزي” بحقه في بيع احتياطياته بالشكل الذي يراه مناسب.
اتحاد بنوك مصر “ له الشخصية الاعتبارية ولا يهدف للربح ، ويضم جميع البنوك وفروع البنوك الاجنبية الخاضعة لاحكام القانون رقم 194 لسنة 2020 باصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي…المزيد