أكدت سالي عبد القادر مديرة التثقيف المالي بالبنك المركزي المصري أن الذكاء الاصطناعي يوفر حلولًا “أكثر سهولة وأقل تكلفة” لدعم وصول الخدمات والمعلومات المالية، وتحسين عمليات اتخاذ القرار وتوجيه العملاء، لافتة إلى أنه عنصر أساسي في خطة البنك المركزي للتوسع في الشمول المالي
وأشارت سالي خلال فعاليات مؤتمر. بافيكس، أن التطور في الخدمات المالية مر بمراحل متتابعة، بدأت بالفروع للحصول على النقد أو تنفيذ معاملات بسيطة، وصولًا إلى القدرة على إجراء العديد من الخدمات من المنزل.
وأضافت أن القطاع المالي ينتقل الآن إلى مرحلة أكثر تطورًا، وهي «مرحلة الـ Hyper-Personalization»، موضحة أن الهدف ليس فقط تحسين تجربة المستخدم، بل الوصول إلى مستويات أعمق من الشمول المالي، من خلال إتاحة الخدمات لكل المواطنين مهما اختلفت أماكنهم أو ظروفهم الاجتماعية.
وشددت عبد القادر على أن خبرات العملاء تُعد عنصرًا محوريًا في استراتيجية البنك المركزي، سواء في تشجيع المواطنين على الدخول في القطاع المالي الرسمي أو في تعزيز قدرتهم على استخدام الخدمات المتاحة بشكل صحيح.
وأوضحت أن التثقيف المالي يمثل خطوة أساسية لضمان حصول العملاء على خدمات مالية مناسبة وآمنة، مؤكدة أن تطوير هذه الخبرات يتطلب “تحويل الخدمات المالية التقليدية إلى خدمات ذكية (Smart Services)” تواكب احتياجات المستخدمين وتقدّم لهم حلولًا أكثر سهولة وفاعلية.
وأشارت إلى أن تحقيق هذا التحول يستدعي أدوات جديدة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، باعتباره لم يعد مجرد فرصة، بل أصبح ضرورة لتمكين المؤسسات المالية من الوصول إلى العملاء في المناطق النائية بالصعيد والريف بنفس الكفاءة والجودة التي يحصل عليها سكان المدن.
وشددت على أن الذكاء الاصطناعي لا يأتي ليحل محل العاملين أو الهيئات التقليدية، بل ليكون «مُسرِّعًا» لقدرتهم على تقديم الخدمات بجودة أعلى وانتشار أكبر، مضيفة: “هو أداة تمكينية ستساعدنا على الوصول للشرائح المستهدفة بكفاءة غير مسبوقة.”