المصريون القدماء أول من احتفلوا بعيد العمال ووضعوا مواثيق تكفل حقوقهم
تُهنئ بوابة بنوك مصر، البوابة الرسمية لاتحاد بنوك مصر جموع المصريين بعيد العمال الذين يضربون أروع الأمثلة في تحقيق التطلعات المستقبلية من أجل رفعة الوطن، وتحقيق التنمية في مختلف المجالات.
وتوجه بنوك مصر الشكر لكل العاملين في شتى المجالات و القطاعات، ولا سيما موظفي القطاع المصرفي الذين ضربوا مثالا في التفاني والإخلاص وحب العمل والإنجاز في تلبية احتياجات الجمهور والعملاء، فقد استطاع موظفو البنوك القيام بمهامهم على أكمل وجه دون الإخلال بأي من الواجبات المطلوبة، وهو الأمر الذي نال رضا الكثير من عملاء القطاع المصرفي في سرعة إنجاز التعاملات، وإتاحة الخدمات والاحتياجات المطلوبة في نهار رمضان.
وتُعرب بوابة بنوك مصر عن خالص شكرها لكل العاملين في القطاع المصرفي بدءًا من محافظ البنك المركزي طارق عامر، الذي وجه بتسهيل وتيسير كافة التعاملات للعملاء بأقصى سرعة ممكنة وأفضل جودة، وحتى أحدث موظف في القطاع.
ويرى بعض المؤرخون أن بداية عيد العمال كان في القرن التاسع عشر في أستراليا (21 أبريل 1856)، قبل ذلك التاريخ، ومع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا، حول الإنتاج الصناعي في المصانع الكبيرة حياة الشغيلة إلى جحيم، وكان يوم العمل يتراوح بين 10-16 ساعة، وأسبوع العمل يصل إلى 6 أيام في الأسبوع، وكان استخدام الأطفال شائعا، دون أي اعتبارات للأمن الصناعي أو الصحي أو انتشار الآفات والأوبئة بين العمال خاصة الأطفال منهم. أدى ذلك إلى ظهور حركة “8 ساعات يوميا”، إحدى الحركات الاجتماعية التي تهدف لتنظيم يوم العمل ومنع التجاوزات والانتهاكات.
وذكر المورخون، أن أول من طالب بذلك أحد مؤسسي “الاشتراكية الطوباوية”، روبرت أوين (1771-1858)، حيث صاغ شعار: “8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة، 8 ساعات ترفيه”، ومنحت النساء والأطفال في انجلترا ميزة 10 ساعات يوميا عام 1847، أما في فرنسا فقد حصل العمال الفرنسيون على 12 ساعة يوميا بعد ثورة فبراير عام 1848.
بينما يؤكد الكثير من الباحثين في التاريخ، أن المصري القديم أول من عرف تكريم العمال وحث عليه وشجع العاملين، وذلك من جانب بعض الشخصيات منذ عصر الدولة القديمة، ومثال ذلك مدير ضيعة يعرف باسم “منى”، من عصر الأسرة الرابعة، يقول في نص إنه كافأ بسخاء كل من ساهم في بناء وزخرفة مقبرته: “لن يندم أبدا كل من ساهم في بنائها، سواء كان فنانا أو قاطع أحجار، لقد أعطيت كل شخص مكافأته”.
وكان المجتمع المصري قديما على قدر كبير من التراتبية الطبقية، تتمثل نخبته في مجموعة من علية القوم والمتعلمين والمنتسبين إلى الملك الحاكم، ثم تأتي طبقة المهن والحرف، الطبقة الوسطى في المجتمع، التي تزاول عملها في بيئة حضرية في أغلب الأحوال وفي ظل نظام إداري.
وتمتع العامل في مصر القديمة بكافة حقوقهم المادية والأدبية، فكان العمال يتسلمون بصفة منتظمة أجورهم عينا، كما يتضح من نص للملك رعمسيس الثاني، الأسرة 19، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم، أورده العالم الفرنسي، جان بيير ماري مونتيه، في دراسته بعنوان “الحياة اليومية في مصر في عصر الرعامسة”، وهو نقش على لوحة تذكارية أقامها الملك في معبد أيونو، قال مخاطبا عمال المحاجر:
“ملأت المخازن بجميع الفطائر واللحوم والكعك لتأكلوها، وأنواع العطور لتعطروا رؤوسكم بها كل عشرة أيام، وصنادل تنتعلوها كل يوم، وملابس تلبسونها طوال العام. عينت لكم رجالا يحضرون لكم الطيور والأسماك، وآخرين يحسبون كم هو مستحق لكم، أمرت بتشييد ورشة فخار تصنع لكم الآوو مستحق لكم، أمرت بتشييد ورشة فخار تصنع لكم الآواني الفخارية ليظل ماؤكم صافيا في الصيف، ومن أجلكم أبحرت السفن دوما من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب تحمل لكم الشعير والحبوب والقمح والملح والخبز”.
ويؤكد أحد القضاة، من عصر الأسرة الخامسة، نفس المفهوم في نص آخر يشير إلى احترام طبقة العمال كما يلي: “جميع من عملوا في هذه المقبرة نالوا أجرهم بالكامل من خبز وجعة وملابس وزيت وقمح بكميات كبيرة، كما أنني لم أُكره أحدا على العمل”.
ومن الجدير بالذكر، يتعطل العمل في البنوك والبورصة اليوم السبت، في إجازة رسمية احتفالا بعيد العمال، حيث تحتفل معظم دول العالم بمناسبة عيد العمال العالمي، في أول يوم من شهر مايو في كل عام، وهو يوم مخصص لدعم العمال والاحتفال بالنضالات والتضحيات التي قدموها على مدى السنوات، ويتم إعلان هذا اليوم في أغلب الدول على أنه عطلة رسمية تكريماً للعمال، وتقديراً لجهودهم، وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم.
اتحاد بنوك مصر “ له الشخصية الاعتبارية ولا يهدف للربح ، ويضم جميع البنوك وفروع البنوك الاجنبية الخاضعة لاحكام القانون رقم 194 لسنة 2020 باصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي…المزيد