شهد القطاع المصرفي تطورًا سريعًا مع تسارع الاعتماد على تكنولوجيا
الروبوتات، التي أصبحت ركيزة أساسية في برامج البنوك العالمية نحو التحول الرقمي
وكذلك في جميع أنشطة الصناعة المصرفية، مما حقق نتائج إيجابية ومحفزة على الخدمات
والمنتجات التي يتم توفيرها للعملاء.
ولكن بالرغم مما يقدمه الروبورت المصرفي من مميزات عديدة كخفض التكلفة والوقت، وزيادة الإيرادات، وتراجع معدل الخطأ، إلا أنها تشكل مصدر قلق متزايد حول فكرة استبدال العديد من الوظائف البشرية بالروبوتات، حيث أكتسحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مختلف مجالات التعاملات المالية مثل عمليات المقاصة والتسويات والمدفوعات وتنفيذ العقود، مستغنية بذلك بشكل كبير عن العنصر البشري.
وفيما يلي تجارب بعض الدول العالمية:
الصين
قامت الصين بافتتاح بنك التعمير الصيني بمدينة شنغهاي، وهو أول بنك بدون
موظفين، حيث يتم إداراته كليًا عن طريق الروبوتات.
كما قام بنك بمدينة بكين بتركيب 1600 جهاز ذكي في فروعه، والبالغ
عددها 360 في المدينة، وذلك بهدف زيادة جاذبيته للعملاء المحنكين في التكنولوجيا
وتقليص تكاليف الموظفين.
ويُذكر أن الصين قامت باستحداث روبوت يسمى “شياو لونغ” يقوم
باستقبال العملاء، ومن ثم يمر العملاء عبر البوابات الإلكترونية، حيث يتم مسح
وجوههم وبطاقات الهوية، مما يساعد على سهولة التعرف عليهم والوصول إلى المعلومات
الخاصة بهم بالزيارات المستقبلية لهم.
كما تتم مقابلة العملاء مع روبوت مصرفي آخر يقوم بالرد على الاستفسارات،
ولكن في حالة عدم قدرته على حل المشكلة، يمكن للبشر الحقيقيين التدخل.
كما يتوافر العديد من الصرافات الآلية، والتي تقوم بتقديم مجموعة من الخدمات كفتح
الحساب، وتحويل الأموال، وصرف العملات الأجنبية، والخدمات المصرفية الأخرى.
اليابان
تعد الروبوتات بشكل عام باليابان جزءًا هامًا من خطط الدولة في حل
مشكلة نقص اليد العاملة وكثرة كبار السن، وخلال السنوات الماضية، قام علماء اليابان
بتطوير الروبوتات؛ لتمكنها من العمل في مجالات ووظائف مختلفة؛ لتصبح بذلك جزء
طبيعى من المجتمع.
قامت اليابان بإطلاق روبوت ياباني يحمل اسم “NAO“، تتمثل وظيفته في التعامل مع
العملاء في البنوك والرد على استفساراتهم كبديلاً لخدمة العملاء، كما تم تطويره
ليجيد أكثر من لغة مثل الإنجليزية والصينية واليابانية.
سويسرا
وفقًا لوكالة بلومبرج، قامت سويسرا باحلال 5 روبوتات بديلا عن 7 موظفين في بنك سويسري من أجل تسريع وتيرة العمل، هذا بالإضافة إلى استخدامه في
الرقابة الداخلية للبنوك، والاستعانة بها من أجل تقديم المشورة للعملاء.
وترى سويسرا أن استخدام الروبوت أو التقنيات الحديثة والذكاء الصناعي يوفر
في الوقت والتكاليف، كما يحدث ثورة في القطاع المالي.
الإمارات
قامت الإمارات بتوظيف الروبوتات في القطاع المصرفي لأداء عدد من
المهام الرئييسة حتى أصبح عملاء البنوك اعتادوا التواصل والتحدث مع عدد من
الروبوتات، ومن ضمنها؛ لتواصل والتحدث مع عدد من
الروبوتات، ومن ضمنها؛ الروبوت “بيبر”، حيث يتميز بتقنية حديثة لتعرف
إلى صوت البشر الطبيعي، وتمكنه من تحليل ما يقوله الناس، وتمييز نبرات أصواتهم،
فضلاً عن الإيماءات والتعبيرات.
وقامت أحد البنوك خدمة “إيفا”، التي تساعد العملاء من خلال
الخدمات المصرفية عبر الهاتف و”فيسبوك”، حيث يمكنها التحدث مع العميل
بشكل طبيعي، كما تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية والعربية، فضلًا عن فهمها للغة
العميل المتصل بأي طريقة يتحدث بها.
كما تم استحداث الروبوت “أوليفيا” الذي يتيح للعملاء الحصول على معلومات حسابهم، وتقديم
إجابات للعملاء حول كيفية إجراء التحويلات المالية محليًا أو إغلاق بطاقاتهم، وأيضًا
يمكنها الإجابة على استفسارات العملاء حول معدلات إنفاقهم في الشهر السابق، مما
يساعدهم على تخطيط مواردهم المالية بصورة أفضل.