انطلقت اليوم، الثلاثاء، فاعليات مؤتمر European Development Days ببروكسل، وهو الحدث الأكبر للتنمية الاقتصادية والسياسية في أوروبا الذي تنظمه المفوضية الأوروبية سنويًا، وذلك لبحث سبل التعاون الأوروبي الإفريقي بحضور نخبة من أبرز الشخصيات وعلى رأسهم ملكة بلجيكا، ورئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيسا رواندا والسنغال، ورئيس البرلمان الأوروبي، وكذلك ممثلون رفيعو المستوى من القطاعين العام والخاص.
ومثّل البنك التجاري الدولي- مصر جزءا من إطلاق إستراتيجية الاقتصاد الرقمي، التي أعدها الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وشملت فرقة العمل المعنية بالاقتصاد الرقمي والمكلفة بوضع وثيقة الاستراتيجية، وجاء هذا التمثيل للبنك التجاري الدولي بصفته الممثل الوحيد للقطاع المصرفي الأفريقي الخاص.
وتمت مناقشة التقرير من قِبل فريق العمل بالاقتصاد الرقمي للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي على جلستين رفيعي المستوى، من بينهم هشام عز العرب، رئيس مجلس الإدارة للبنك التجاري الدولي، الذي تناول بعض التوصيات الرئيسية لقطاع ريادة الأعمال الرقمية والخدمات الإلكترونية.
وأكد “عز العرب” على أهمية تعزيز ومواءمة بيئات وتشريعات ممكنة للتكنولوجيا الرقمية في جميع أنحاء القارة الأفريقية في سبيل ربط كافة الأسواق الرقمية، موصيًا بضرورة تقليل الحواجز والفجوات التنظيمية والإدارية، فضلًا عن إضفاء مرونة أكبر على السياسات القائمة، وكذلك بناء القدرات، من خلال الحوار بين القطاعين العام والخاص من أجل دعم الحكومات الوطنية لوضع استراتيجيات وقوانين لعمل المؤسسات الناشئة بما يسهم في تعزيز منح التمويل للمستفيدين.
كما أكد على أهمية تيسير أوجه الدمج المالي للبلدان الإفريقية ووصول كافة المؤسسات المالية الرقمية إلى التمويل، وتحديدًا الشرائح غير المستغلة والمقيدة بالقطاع المصرفي، وذلك من خلال إتاحة التمويل عبر جميع النظم المحلية، ودعم مقدمي الخدمات المالية من شركات التكنولوجيا المالية، وتحسين برامج مكتب الائتمان في إفريقيا وربطها بمنصات الإقراض، قائلًا: “لقد وجدنا – كمجموعة – أن إحدى العقبات الرئيسية أمام رواد الأعمال الرقميين في إفريقيا هي الإفتقار إلى إمكانية الوصول للتمويل اللازم لإعداد وتنمية أنشطتهم.”
وأشار هشام عز العرب إلى الخدمات الإلكترونية باعتباشار هشام عز العرب إلى الخدمات الإلكترونية باعتبارها عصب الاقتصاد الرقمي، وما أضفته من تغيير على أساليب العمل وتوفير الخدمات على مستوى العالم، لافتًا إلى حاجتها لمنصات تسهم في توسيع نطاقها وتبنيها، “فبدونها سيكون من الصعب تحقيق فائدة لأي مجموعة من السكان”، على حد تعبيره.
وأوضح أن الخدمات الإلكترونية تشمل 3 عناصر أساسية، ألا وهى: خدمات الحوكمة الإلكترونية، التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية الرقمية، مشيرًا إلى أهمية الحوكمة الإلكترونية في توفير خدمات ذات جودة أفضل للمواطنين والشركات وتيسير الوصول إلى التمويل اللازم والمالي، إلى جانب تحسين الشفافية، وبالتالي الثقة.
وأوصى “عز العرب” بضرورة تنفيذ هوية رقمية وتوقيع إلكتروني للمستخدم على أن تكون مُلزمة قانونًا، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن رقمنة السجلات الحكومية القائمة، واعتماد مبادئ الخصوصية وحماية البيانات وأمن البيانات أثناء تطوير الخدمات الإلكترونية، وذلك باستخدام لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبي كنموذج.
وتابع: ” كما نرى جميعًا، إذا كان هناك أي فرصة لتحقيق نمو هائل في الاقتصاد الإفريقيناك أي فرصة لتحقيق نمو هائل في الاقتصاد الإفريقي، فستكون من خلال التجارة الرقمية والتجارة الإلكترونية. هذا بالطبع سيسمح بوجود أسواق أكثر تنافسية، واستثمارات جديدة، وخلق فرص عمل. وتشمل الإجراءات: وضع إستراتيجية شاملة للتجارة الإلكترونية وسياسات الحوكمة الأفريقية ولتنفيذ مثل هذه الاستراتيجية للبلدان الإفريقية، سيكون من الضروري تفعيل إطار تنظيمي للتجارة الإلكترونية يشمل القواعد المشتركة للهوية الرقمية وحماية المستهلك.”
وأكد أن الخدمات المالية الرقمية هي الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد الرقمي، موصيًا بأهمية تطوير بيئة تنظيمية داعمة، من خلال الحوار بين القطاعين العام والخاص بما يسمح بالاستفادة من حلول التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية التقليدية في تطويع التحويلات والمدخرات وسياسات التأمين والمدفوعات وحلول الائتمان للاعتماد والدمج الماليوأوصى أيضًا باتخاذ قرارات القائمة على البيانات.
وتجدر الإشارة إلى أن CIB على مدار السنوات الخمس الماضية كان يتحول إلى بنك قائم على البيانات، حيث أنشأ البنك واحدة من مختبرات البيانات الأولى في القارة، في محاولة لبناء قدراته التقنية على الاستفادة الكاملة من البيانات لاستراتيجياته التطلعية. ويعد CIB مثال على كيفية قيام بنك قطاع خاص بإفريقيا بالمساعدة في بناء نظام رقمي في بلده.
وأوصى أيضًا بتمكين المرأة في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك مناصب صنع القرار، مشاركًا بتجربة البنك التجاري الدولي في تمكين المرأة قائلًا:” في عام 2004، قدم CIB بطاقة ائتمان مخصصة للسيدات فقط، تسمى بطاقة “هى”. وقد تم إعادة إطلاق البطاقة في عام 2017، وتطويرها لطرح تصاميم متعددة تضم نساء مصريات. وتم إطلاق البطاقة للإقرار بالاستقلال المالي للمرأة، واستخدامها لتقدم مزايا وعروض ترويجية وخصومات على الخدمات المتعلقة بأنماط الحياة للمرأة لهذا اليوم وهذا العصر.”
وختامًا، أعرب هشام عز العرب عن سعادته بأن يكون البنك التجاري الدولي جزءًا من فرقة العمل المعنية بالاقتصاد الرقمي، باعتباره بنك القطاع الخاص الوحيد ضمن فريق العمل، قائلًا: طموحنا هو المساعدة في خلق بيئة متناغمة أو منصة للحلول الرقمية الأفريقية في جميع أنحاء القارة، وتسريع هذا التحول من خلال هذا التقرير المبدئي. حيث يحرص البنك التجاري الدولي في مصر على المساهمة في الإجراءات المتفق عليها من خلال معرفتنا وخبراتنا ذات الصلة ، وهو يعمل بالفعل مع العديد من أعضاء الفريق وكذلك خارج المجموعة لدفع التحول الرقمي عبر القارة.”
وأضاف أن لدى كل من القارتين الأفريقية والأوروبية الكثير لمشاركته معًا، أملًا في التعاون المثمر للغاية بينهم في المستقبل، لإنشاء اقتصادات رقمية ناجحة في جميع أنالمستقبل، لإنشاء اقتصادات رقمية ناجحة في جميع أنحاء العالم.