فليب براساك- الرئيس التفيذي لمجموعة «كريدي أجريكول»:
الإصلاحات الاقتصادية في مصر بدأت تُؤتي ثمارها
زيادة الاحتياطي الأجنبي وخفض عجز الميزانية في مصر يدعوان للتفاؤل في المستقبل
مصر دولة ذات إمكانيات كبيرة.. وبنيتها التحتية مؤهّلة لإقامة مشروعات مهمة
لدينا 80 فرعا و2300 موظف لخدمة 370 ألف عميل في مصر
أشاد فليب براساك، الرئيس التفيذي لمجموعة بنك كريدي أجريكول العالمية،
بالإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها مصر منذ عام 2016.
وقال “براساك” في حوار حصري مع الزميل إسماعيل حماد، مقدم برنامج “مال
وأعمال”، على قناة “إكسترا نيوز”، إن هناك رؤية إيجابية ومتفائلة فيما
يتعلق بالاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن الإصلاحات الهيكيلية التي تقوم بها الحكومة
المصرية هي تدابير شجاعة، وقد بدأت تظهر ثمارها مع توقّع ارتفاع معدل النمو بنسبة 5%
في 2018، وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة بالنسب في الدول الاوروبية.
وأوضح أن مصر استطاعت إعادة تكوين احتياطي العملات الصعبة، وكذلك خفض مستوى
العجز في الميزانية، وهي الأمورالتي تدعو للتفاؤل بأن المستقبل سيكون أفضل.
وأكد الرئيس التفيذي لمجموعة بنك
كريدي أجريكول العالمية أن مصر دولة ذات إمكانات
كبيرة؛ مما سيسمح بوجود مشاريع عديدة، وبالأخص مشاريع بنية تحتية مهمة، وأبدى أمله
أن تتاح الفرصة لمجموعة كريدي أجريكول من خلالها مرافقة مصر في طموحاتها نحو المزيد
من التحديث والتقدم.
في البداية.. كيف تقيّم أداء مجموعة
كريدي أجريكول خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الحالي؟
نحن سعداء جدا بالنسبة لأداء المجموعة خلال التسع الشهور
الأولى من 2018. أولا على الصعيد التجاري، فقد حققنا نموا كبيرا
وزيادة في الأرباح، وكذلك حققنا ارتفاعا في النسبة السوقية. وعلى الصعيد المالي،
حققت المجموعة صافي ربح وصل إلى 5,3 مليار يورو؛ مما يسمح بتعزيز ودعم وضع
المجموعة وقدراتها وسمعتها، كما بلغ معدل رأس المالي حوالي 15% او على الادق
14.9%.
وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة حازت من مؤسسة
التصنيف العالمية ستاندرد اند بورز على تصنيف (A+)، وهو أعلى مستوى، كما أن اختبارت
التحمل الأخيرة التي تمت على مستوى أوروبا، قد أكدت أن مجموعة كريدي أجريكول هي
مجموعة قوية، ولن تتأثر في حال وقوع أي سيناريو سلبي قد يصل إليه الاقتصاد، ونحن
سعداء وننظر للمستقبل بتفاؤل وثقة في استمرار قوة المجموعة.
أين وضع هذا الأداء كريدي أجريكول
في السوق الفرنسية والأوروبية؟
بكل بساطة، كريدي أجريكول هو البنك الأول في
فرنسا، وهو الأول في التأمين في فرنسا وأوروبا والأول في إدارة الأصول في أوروبا، والبنك رقم 10 من حيث الحجم حول العالم، وهذا يؤكد على صلابة المجموعة، وعلى نموذجها
العالمي لخدمة كافة العملاء.
ما رؤية المجموعة وإستراتيجيتها
المقبلة؟
بداية، لا بد من التذكير بجوهر مهنتنا، ألا
وهي العلاقة المصرفية مع العملاء لتقديم الخدمات المختلفة: الادخار، والإقراض، والتأمين، وقروض الإسكان.
وتمثل هذه المجالات فُرصا سانحة عديدة للوصول
لشرائح واسعة من العملاء المحتملين والعملاء الحاليية، وبالتالي لا نضع أي حدود أو
قيود على توسيع أنشطتنا والنمو.. فلا سقف على
الإطلاق يحُدّ من طموحنا وإمكانياتنا، ونرى أن المستقبل يزخر باحتمالات هائلة.
كريدي أجريكول موجود في 49 دولة
حول العالم.. كيف ترى تأثير هذا التنوع من الأسواق المتوفرة
حول العالم وتعزيز خبرات العمل وتطوير الأداء المصرفي لكم كمجموعة تعمل في الأسواق
المصرفية؟
بالفعل، نعتبر بأن وجودنا في 49 بلدا يشكل
عامل إثراء ونمو لمجموعتنا، فكان طموحنا في البداية كبنك فرنسي الانتشار على الصعيد
الأوروبي، وزاد طموحنا كبنك فرنسي أوروبي لنسعى أيضا لوجودنا في أمريكا الشمالية
وآسيا والشرق الأوسط وافريقيا، وترسيخ وتعزيز وجودنا هناك في كل من المغرب ومصر.
يسمح لنا هذا التنوع بمرافقة عملائنا أينما
وجدوا في معاملاتهم المختلفة، ومساعدتهم في عملياتهم في مجلات التصدير والاستيراد
على سبيل المثال. وبالتالي، يتم تحديد وجودنا على أساس مرافقة الاقتصادات
المختلفة حيثما يوجد عملاؤنا.
ما رؤيتكم للاقتصاد المصري
كمجموعة مصرفية خاصة بعد بدء الحكومة المصرية في تنفيذ الإصلاح الاقتصادي؟
ينبغي أولا أن أشدّد على أن وجودنا في مصر ليس
حديث العهد، ويعود إلى فترة بعيدة من خلال بنكي كريدي ليونيه واندوسويز، اللذين
انضموا لمجموعة كريدي أجريكول منذ سنوات عديدة.
ورؤيتنا إيجابية ومتفائلة فيمل يتعلق بالاقتصاد المصري، فالإصلاحات الهيكيلية التي تقوم بها الحكومة المصرية هي تدابير شجاعة. وقد بدأت تظهر ثمارها مع توقع ارتفاع معدل النمو بنسبة 5أت تظهر ثمارها مع توقع ارتفاع معدل النمو بنسبة 5% في 2018، وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة بالنسب في الدول الاوروبية.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى ان مصر قد استطاعت إعادة تكوين احتياطي العملات الصعبة، وكذلك خفض مستوى العجز في الميزانية، وهي الأمورالتي تدعو للتفاؤل بأن المستقبل سيكون أفضل.
يضاف إلى ما سبق أن
مصر دولة ذات إمكانات كبيرة؛ مما سيسمح بوجود مشاريع عديدة، وبالأخص مشاريع بنية
تحتية هامة، آمل أن تتاح الفرصة لمجموعتنا من خلالها مرافقة مصر في طموحاتها نحو المزيد
من التحديث والتقدم.
ما أهمية السوق المصرية لبنك كريدي
أجريكول؟
يمثل بنك كريدي أجريكول مصر أهمية بالغة بالنسبة لنا. فلدينا حوالي 80
فرعا و370 ألف عميل وحوالي 2300 موظف. وبالاخص، فإن كريدي أجريكول مصر يمثل نموذجا لاستراتيجية
البنك التي تعتمد على التكامل في الخدمات من خلال التطور الرقمي بموازاة الاهتمام
في نفس الوقت بالمسؤولية البشرية، وبالتالي نحن نرفع في أوروبا وفي مصر نفس الشعار:
بنك رقمي مئة بالمئة بجانب كونه بشريا مئة بالمئة.
ونحن على ثقة فيما يتعلق بتطور البنك، حيث أريد التنويه بحصول كريدي
أجريكول مصرمنذ قريب على جوائز باعتباره البنك “الأفضل في الخدمات المصرفية
عبر الهاتف المحمول، والأكثر ابتكاراً في
الخدمات المصرفية” في مصر.
وهذا يدل على أنه بنك متكامل ومتطور ومستمر في النمو في مصر.
هل يوجد اختلاف كبير بين السوق
المصرية كطبيعة عملاء ومنتجات والأسواق الأخرى؟
نحاول دائما أن نتأقلم مع ظروف ومعطيات البلد
والسوق التي نوجد فيهما، فنحن في مصر بنك مصري كما أننا بنك إيطاليفي
إيطاليا، أو أي مكان آخر، وهذا ينعكس على خدماتنا التي نصممها حسب الاحتياجات
والمعطيات المحلية. لكن أشدد على أن ذلك يجري في سياق أن البنك هو بنك متكامل، يعني
أنه يقدم الخدمات المطلوبة لكافة العملاء على حدَ سواء، من أفراد وأُسر وشركات
ومؤسسات والمشروعات، التي يحتاجها الاقتصاد. هذا هو نموذج البنك المتكامل.
ما أهم المجالات التى يهتم بها
البنك في مصر؟
بنكنا -كما أشرت- هو بنك متكامل وليس متخصصا، أي
أنه يقدم خدمات لعملائه بصفة شاملة لمرافقتهم في حياتهم ومشاريعهم على المدى
الطويل. ونحن كذلك نسعى لخدمة الاقتصاد والمجتمع. ويعني ذلك أنه قادر على تقدم
خدمات كافة الخدمات المويل التقليدية، وكذلك يمكننا تقديم خدماتنا المتطورة، والتي
يشهد لنا بها عالمياً، مثل ترتيب القروض لمشاريع البنىة التحتية ولتمويل الأصول، والتي تحتاج لتنظيم على مستوى دولي نستطيع القيام به. فمجموعة كريدي أجريكول هي
الأولى في ترتيب تمويل الأصول ومشاريع البنية التحتية في كافة القطاعات والمجالات. ونحن
سنكون سعداء بالمساهمة في مثل تلك المشاريع في مصر التي لديها إمكانات كبيرة للنمو
والتطوير.
كيف يمكن أن يؤثر التحول الشمول
المالي والخدمات المصرفية الرقمية في اقتصادات الدول بشكل عام وفي تلبية رغبات
العملاء؟
نحن نرى أن الشمول المالي هو أمر هام للغاية،
فقد ساهمت المجموعة في فرنسا منذ زمن بعيد في “عملية ديمقراطية
الخدمات البنكية”، بتوسيع رقعة مستخدمي الخدمات البنكية وفتح الحسابات والشيكات
قبل ذلك، وكذلك تقديم بطاقات ائتمان لكافة عملائه. ونحن دائما نعمل على أن تكون التكنولوجيا متاحة
للجميع دون أن تكون خاصة بقطاع معين من العملاء دون غيره، كما أننا نعمل دائما على
توفير الاستشارات البنكية أينما كان ذلك مطلوبا لأي من عملائنا، وليس فقط لكبار
العملاء. فنحن دائما نفكر في الجميع.
ونحن نرى أن الخدمات الرقيمة ووسائل الدفع الحديثة هي
السبيل لعميلة ديمقراطية الخدمات المصرفية، ووضعها في متناول الجميع، وهذا ما يتم
تطبيقه في مصر من خلال تطبيق “banking wallet”
الذي يسمح لنge:AR-LB”>”
الذي يسمح لنا بتقديم وسيلة دفع رقمية سهلة وتناسب الجميع، وتسمح لهم بالاستفادة من
التقدم التكنولوجي، والوصول للخدمات البنكية. وهذه بالتالي هي استراتيجيتنا في مصر
كما هي في أوروبا وفرنسا.
هل الخدمات المصرفية الإلكترونية تسمح فعلا بعملية تطوير الخدمات البنكية.. وهل يمكن أيضا أن تؤدي إلى إختفاء الفروع أو خفض عددها أو تهديد عملها؟
التكنولوجيا الرقمية هي عنوان التقدم والأمان، وتقديم خدمات
متطورة سهلة لتعظيم راحة العملاء. لا نشعر بأي خطر إزاء انتشار البنوك الرقمية. ما يهمنا بالدرجة
الأولى هو خدمة عملائنا، وكلما قمنا بتقديم خدمات إلكترونية، كلما احتاج عملاؤنا للاستشارة
من خلال ممثلي البنك على حدّ سواء، فهي عملية توازن بتقديمممثلي البنك على حدّ سواء، فهي عملية توازن بتقديم خدمات إلكترونية متطورة
بالتوازي مع الاستشارات البنكية.
وهذا بالطبع له تأثيره على معاملاتنا، وعدد فروعنا ومسؤولياتنا،
ونعتبره تطورا طبيعيا في حياة المؤسسات، ولا يعني ذلك إجراء قطيعة مع ما كان.
وبالنسبة لنا إنه تحوَل وتطويرمع استخدام التكنولوجيا الرقمية لعلاقات أكثر أمانا وقُربا مع عملائنا.
ما وجهة نظر مجموعة كريدي
أجريكول في المسؤولية المجتمعية؟
المسؤولية الاجتماعية والاضطلاع بها ليست جديدة بالنسبة لنا، بل هي شيء أساسي وأصيل في تاريخ كريدي أجريكول. لقد ذكرتم أن المؤسسات تنشأ لتحقيق المكاسب، ولكن أود
أن أذكركم بأن كريدي
أجريكول أُنشئ أساسا لمساعدة المزارعين على الحصول على قروض بنكية في ذلك الوقت، وليس
تحقيق الأرباح. لذا، نحن نعمل في إطار حلقة حميدة شرعية وضرورية لإفادة للمجتمع، وتحقيق
أرباح لإعادة استثمارها للفائدة مرة أخرى.
وفي اطار مسئوليتنا الاجتماعية والمجتمعية والبيئية، تهدف سياساتنا
ليس فقط لرفع الأرباح، بل العمل في اطار تلك الدائرة الحميدة؛ لنصبح مفيدين، بل أكثر
إفادة من منافسينا. وهناك الكثير من المجالات التي يحقق فيها
البنك الإفادة. وقد يكون ذلك من خلال تأمين مدخرات العملاء، وتمويل الاقتصاد، وقبول
المخاطر، وتحويل المدخرات قصيرة المدى إلى قروض طويلة الأجل، والسماح للجميع بتأمين
مستقبلهم بصورة أفضل من خلال الاستشارة البنكية.
إذن، المسؤولية المجتمعية بالنسبة لنا هي أن
نضع دائما أمامنا مهمتنا الأصيلة كبنك، وإعطاء الأولوية لتحقأمامنا مهمتنا الأصيلة كبنك، وإعطاء الأولوية لتحقيق الإفادة قبل تحقيق
الربح.