استعرضت الجلسة
الأولى من مؤتمر الرؤساء التنفيذيين الخامس فرص وتحديات 2019 الذي تنظمه المال جي
تي إم والتي عُقدت تحت عنوان “من قلب الأزمة تنبعث الفرص الاستثمارية بعض
التحديات، التي تواجه سوق المال خلال الفترة الراهنة، على رأسها عدم وضوح مصير
برنامج الطروحات الحكومية، علاوة على تداعيات أزمة الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى
ارتفاع أسعار الفائدة بالأسواق العالمية، وفي خِضم هذا المشهد تبحث بنوك الاستثمار
عن فرص جيدة تسمح لها بالحفاظ على ربحيتها، وضمان استدامتها.
ودارت محاور
الجلسة التي أدارها حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، ورئيس مجلس إدارة شركة
المال جي.تي.إم حول رهانات بنوك الاستثمار القادمة، وإلى أي مدى تراجعت البورصة،
وفرص تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وتأثيرها على التداول، والتأثير المنتظر
لإطلاق آليات تداول في البورصة، والآليات الأخرى الواجب توافرها، فضلا عن تحديات
ومخاطر دخول كيانات جديدة بالمجال على غرار “شعاع” و”كامكو”
و”رينسانس”، وهل تتعاظم استثمارات الجهات الحكومية في البورصة في ظل
تعديلات قانون سوق المال، وهل تواجه الطروحات القادمة للبورصة شبح الفشل، وما حدود
سلطة تدخل الرقيب في سوق المال؟
وتحدث في الجلسة
كل من رنا عدوي، رئيس مجلس إدارة شركة أكيومين القابضة، وكريم عوض الرئيس التنفيذي
للمجموعة المالية هيرميس القابضة، وهشام الخازندار الشريك المؤسس والعضو المنتدب
لشركة القلعة القابضة، وعمرو هلال، الرئيس التنفيذي لأفريقيا الشمالية بشركة
“رينيسانس كابيتال”.
وقال هشام الخازندار: إنه مع اقتراب العام 2019 هناك نظرة إيجابية للسوق المصرية والأسواق الناشئة في ضوء رسائل الطمأنة العالمية، التي ظهرت مؤخرًا والممثلة في الاتجاه المتوقع للفيدرالي الأمريكي للتباطؤ في رفع معدلات الفائدة، وانخفاض أسعار النفط عالميا.
ويرى “الخازندار” أن
2018 كان عاما صعبا للسوق المحلية والأسواق الناشئة بشكل عام مع وجود تباطؤ في
الاقتصاد العالمي، وأزمة الأسواق الناشئة.
ولفت في الوقت
نفسه إلى ظهور بوادر تعاف بقدوم العام المقبل مع تحسن الصورة مؤخرا، ولكن ما زالت
هناك بعض التحديات.
وأكد “الخازندار” أن
السوق المحلية تحتاج لمواصلة الأداء الإيجابي مع استمرار برنامج الاصلاح الاقتصادي
الحكومي، والذي بدأت نتائجه الايجابية في الظهور على نتائج أعمال الشركات خاصة تلك
المصدرة.
وقال كريم عوض: إن
السوق المصرية تتصدر قائمة الأسواق الأكثر جذبًا للمستثمرين من وجهة نظر كثير من
المتعاملين.
وأضاف “عوض”، في
كلمته خلال مؤتمر الرؤساء التنفيذيين الخامس، أن أهم عوامل جذب السوق المصرية هي
رخص الأصول المتداولة.
وتابع: إن السوق تعاني من تقلص أعداد الشركات كبيرة الحجم، ما يؤدي إلى إحجام عدد ليس بالقليل من الصناديق الضخمة.
وأضاف أن هناك بعض الأحداث التي تنتظرها الأسواق الخارجية؛ أهمها إدراج السوق السعودية ضمن مؤشر مورجان ستانلي، مؤكدًا أن ذلك الإدراج سيحدِث طفرة في التدفقات النقدية للسوق.
وأوضح أن السوق
الكويتية تنتظر إدراجها ضمن مؤشر فوتسي أيضًا، وهو ما سيكون له مردود إيجابي، أما
على صعيد سوق الإمارات، فقال: إن السوق تعاني خلال الفترة الحالية من تدني أحجام
التدول، متوقعًا تعافيها قريبًا نتيجة عمل الحكومة على تدعيم وضع السوق وتشجيع
التعاملات.
وقالت رنا العدوي: إن الاقتصاد الكلي للسوق المحلية يواجه خلال الفترة الراهنة كثيرًا من التحديات، على رأسها ارتفاع معدلات التضخم.
وأوضحت أن معدلات
التضخم ارتفعت مؤخرًا مرة أخرى، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على جذب مزيد من
الاستثمارات.
وتوقعت مزيدًا من
الارتفاع بالتضخم خلال الفترة المقبلة؛ بسبب القرار الأخير الخاص بتحرير الدولار
الجمركي.
وقالت: إن وضع
الأسواق العالمية حاليًا يُعد في أصعب مراحله، وذلك بسبب السياسة التى تتبناها
أمريكا والحروب التجارية التي نشأت جرّاء ذلك.
وأضافت “العدوي” أن
الحروب التجارية بين أمريكا والصين أو الأسواق الناشئة، كل ذلك يؤثر بشكل سلبي على
أوضاع سوق الأسهم، مرجحة استمرار تلك الصراعات ومزيد من التأثر.
وقال عمرو هلال، الرئيس التنفيذي لبنك استثمار رنيسانس كابيتال، إن إستراتيجتهم بالسوق المصرية
تتركز على برامج الطروحات الخاصة، وكذلك الحكومية في 2019-2020.
وأشار “هلال” إلى أن
السوق المصرية متعطشة لطروحات جديدة برؤوس أموال جاذبة تخلق زخما بالسيولة لجذب
المستثمرين الأجانب.
ولفت إلى أن برامج
الطروحات الخاصة المقبلة ستشمل كيانات قوية برأسمال سوقي قوي، كما ستخلق الطروحات
الحكومية زخما بالسوق.
وأكد “هلال” أن المستثمر الأجنبي عنصر تفتقده السوق المصرية، وتواجده يدعمها وجميع الأطراف المتصلة بها من مستثمرين وشركات إدارة أصول وبنوك استثمار.