. حينما صدر المرسوم الملكي باعتماد الجنيه المصري، في 4 يوليو 1924، تساءل المصريون عن الصورة التي طبعت عليه، فلم تكن تخص سلطانًا عثمانيًا ولا زعيمًا ثوريًا، ولا حتى صورة الملك الذي نصّب على عرش بلادهم.
وإنما كانت صورة لفلاح مصري يحمل سمرة الجنوب وتغطي لحيته، البيضاء المتناثر فيها السواد، الجزء الأكبر من وجهه، فيما تغطي التجاعيد الجزء المتبقي منها، وعلي رأسه عمامة وفي عينيه نظرة رضا، وعلي كتفه عباءة بسيطة، وهذا ما أثار حيرة الناس وتساؤلاتهم عن الرجل الذي انضم لمصاف الملوك والسلاطين بوضع صورته على عملة بلادهم!.
ترجع هذه الصورة إلى إدريس الاقصري، خادم الملك فؤاد الأول، بدأت القصة حيث نهض “إدريس” من نومه على حلم هرع ليقصه على مولاه الأمير، قبل أن يصبح ملكا، يتعلق باعتلائه لعرش مصر!.
وهنا أعتلى وجه “فؤاد” نظرة دهشة، ولكنه سرعان ما رد على خادمه بابتسامه ساذجة، بعدما جالت بذهنه صورة السلطان المريض في مصر، وتذكر أن للسلطان وريثًا، وهو أخوه الأكبر كمال الدين، كما أنه يوجد في أسرة محمد علي من هو أولي منه بالعرش، كما أنه عاجز عن حكم بلد لا يعرف فيها أي شيء حتى أنه لا يستطيع النطق بلغته وأيقن أن ما رآه الخادم ليس سوى أضغاث أحلام بعيدة المنال.
وعاد “فؤاد” إلى بيته مذهولا ليجد “إدريس” ينتظره فأبتسم له وقال “أنهته مذهولا ليجد “إدريس” ينتظره فأبتسم له وقال “أنهض يا إدريس بك” وهنا أندهش “إدريس” حيث أن تلك الألقاب لم تعطى إلا للسلطان أو الملك.
وتابع “فؤاد” قائلا “لقد تحقق حلمك وأصبحت ملك مصر، وستكون صورتك مطبوعة على أول جنيه تصدره حكومية”، وبالفعل نفذ الملك فؤاد وعده وظهر الجنيه الذي يحمل صورة إدريس الفلاح يوم 4 يوليو عام 1942، ليصبح من العملات النادرة في مصر والعالم أجمع.
اتحاد بنوك مصر “ له الشخصية الاعتبارية ولا يهدف للربح ، ويضم جميع البنوك وفروع البنوك الاجنبية الخاضعة لاحكام القانون رقم 194 لسنة 2020 باصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي…المزيد