“الدماطي”: البنوك الرقمية بإيجاز تجعل “موبايلك هو بنكك”.
“حجازي”: الصيرفة الإلكترونية مطلوبة بشدة الفترة القادمة.
“البحيري”: البنوك الرقمية لا تهدد فروع البنوك التقليدية .. وتحقق طفرة في الشمول المالي.
أغلب البنوك التقليدية واجهت صعوبة في الانتقال إلى العالم الرقمي
مصر تدرس إنشاء أول بنك رقمي
شهدت الساحة المصرفية في الآونة الأخيرة توسعًا كبيرًا في التكنولوجيا البنكية، فمع تزايد عمليات التجارة الإلكترونية، أصبح هناك احتياجا لنوعية جديدة من البنوك غير التقليدية، تتجاوز نمط الأداء الاعتيادي للبنوك، ولا تتقيد بمكان معين أو وقت محدد.
ومن هنا ظهرت فكرة “البنوك الرقمية”، وهي البنوك التي تقدم جميع الخدمات المصرفية الفورية عبر قنوات رقمية فقط، من دون الحاجة لفروع، لتلبية تطلعات العملاء في الحصول على تجربة مصرفية ملائمة تتيح لهم إجراء المعاملات في أي وقت وزمان.
تعريف البنوك الرقمية
تلك البنوك لا تعد مجرد محفظة رقمية أو بطاقة ائتمانية أو حتى فرع لبنك قائم، وإنما هي بنوك افتراضية متكاملة تتعامل من خلال مواقع إلكترونية لها وجود مستقل، وتقدم تلك البنوك نفس خدمات المصارف التقليدية لكن بطريقة إبداعية تناسب أجيال هذا العصر بالإضافة إلى تقديمها مجموعة من الخدمات تعجز عن توفيرها مصارف القرن الماضي.
وقد أطلق على تلك البنوك الرقمية العديد والعديد من المصطلحات، فمنهم من أسماها بالبنوك الإلكترونية، أو بنوك الإنترنت، ومنهم من أطلق عليها البنوك المنزلية أو البنوك الذاتية، أو بنوك الـ Web، وعلي الرغم من اختلاف تلك المصطلحات إلا أن جميعها تشير إلى قيام العميل بإدارة حساباته أو إنجاز أعماله المتصلة بالبنك عبر شبكة الإنترنت سواء كان في المنزل أو المكتب وفي أي مكان ووقت يرغبه.
طريقة عملها
تمكن البنوك الرقمية العميل من الاتصال بها مباشرة عبر الإنترنت وإجرائه مختلف التعاملات، علي أن يزود البنك جهاز الكومبيوتر الشخصي الخاص بالعميل، بحزمة من البرمجيات الشخصية، كحزمة Microsofts Money وحزمة Ntuits Quiken وحزمة Mecaicrosofts Money وحزمة Ntuits Quiken وحزمة Mecas Managing your money.
وأكد خبراء مصرفيون أن هذا النوع الجديد من المصارف الرقمية أوفر من ناحية التكاليف التشغيلية بحوالي 30% عن تكاليف المصارف التقليدية.
والجدير بالذكر أن أغلب البنوك التقليدية واجهت صعوبة في الانتقال إلى العالم الرقمي نظرًا لضخامة حجمها وصعوبة توقيف معاملاتها الكبيرة من أجل إعطاء فرصة لتطوير شبكاتها لتتناسب مع البنوك.
أول بنك رقمي
جاءت فكرة إنشاء أول بنك رقمي في عام 2015، حينما حصل بنك “Monzo” علي رخصة من السلطات المالية المصرفية البريطانية، لمزاولة أعماله تحت أسم “Atom Bank”.
وقد أعلن البنك عن أنه سيقدم جميع خدماته الرقمية عبر تطبيقات الهواتف الذكية فقط، انطلاقا من الحساب الجاري إلى العديد من الخدمات المبتكرة، مستهدفا عملائه من الجيل الذي يقضي أغلب أوقاته علي الهواتف الذكية، ولا يعترف بأهمية التبادل النقدي أو عبر الشيكات، بل يهتم بالبيع والشراء بواسطة الهواتف.
وكان البنك قد أكد على أنه يركز عمله على مجموعة من الشركاء من أجل التحول إلى منصة توفر العديد من الخدمات المالية بطابع رقمي بحت.
ولم تقتصر خدمات البنك علي المجال المصرفي فحسب، بل تعدت ذلك إلى تقديم خدمات مالية متكاملة، فمثلا يقدم البنك ميزة تتيح للعميل وضع ميزانية أي مشروع خاص به للمساعدة في تقديم دراسات جدوى مناسبة له.
ويحرص Atom Bank علي تحقيق الحماية والأمان لعملائه بشكل كبير، فقد قام بتمييز العملاء من خلال بصمة الأصبع، ونظرة العين ونبرة الصوت!.
وفي هذا السياق، أكدت هيئة المصرفيين البريطانية أن مستخدمي المصارف عبر أجهزة الهاتف أكبر بكثير من مستخدمي المصارف عبر زيارة فروعها، فالإنترنت أصبح أقصر الطرق إلى المصارف.
البنوك الرقمية في مصر
أعلن طارق عامر، محافظ البنك المركزي، أن البنك يعد الدراسات اللازمة لتدشين أول بنك رقمي في مصر خلال المرحلة القادمة، وجاءت تلك التصريحات على هامش مؤتمر التكنولوجيا المالية شمال أفريقيا 2018، وذلك حتى يتواكب ذلك مع التطورات العالمية السريعة في مجال التكنولوجيا المالية.
وأوضح “عامر” أن البنك الرقمي سيتميز بسهولة الإجراءات وانخفاض التكلفة مقارنة بالبنوك التقليدية، حيث أن تلك البنوك ستقضي علي بالبنوك التقليدية، حيث أن تلك البنوك ستقضي علي تكدس المواطنين أمام الشبابيك وتوفير مبالغ مالية كثيرة.
أراء الخبراء
قالت سهر الدماطي، نائب رئيس بنك مصر، أن البنوك الرقمية في إيجاز هى أن “موبايلك هو بنكك” على حد قولها، مضيفة أن مصر عليها مواكبة التطورات الهائلة في مسيرة التكنولوجيا المصرفية، حتى وأن تطلّب ذلك وقتا طويلا.
وأضافت “الدماطي” أن هناك عدد كبير من أفراد الشعب لديهم القدرة علي استخدام الـ E-Banking بكل سهولة، فليس من الصعب تحويلهم إلى استخدام البنوك الرقمية بالكامل إذا تكّون لديهم الوعي والثقافة الكافية بمميزات تلك البنوك.
بينما قال حازم حجازي، الرئيس التنفيذي للتجزئة المصرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في البنك الأهلي المصري سابقاً، أن الصيرفة الإلكترونية مطلوبة بشدة الفترة القادمة، حيث أن العالم كله يشهد تحولا باستخدام التكنولوجيا في كافة المجالات، موضحا أن شركات الـ Fin-Tech، باتت تشكل منافسا للبنوك نتيجة للإقبال الضخم من الأفراد عليها، لذلك يجب على البنوك مواجهة ذلك بالتوسع في تقديم الخدمات الإلكترونية.
وأشار “حجازي” إلى أن الأجيال القادمة جميعها تفضل التعامل مع التكنولوجيا، نظرا لتوفيرها الكثير من الوقت والجهد، وأيضا التكلفة، والدليل علي ذلك أن هناك العديد من الشركات التي تقدم خدمات مالية إلكترونية، لاقت قبولا كبيرا من المستخدمين.
وأوضح أن فكرة إنشاء البنوك الرقمية سوف تسهم بشكل كبير فى تحقيق الشمول المالي، ولكن يجب علينا أولا التوسع في عدد الفروع التقليدية بالمحافظات لتشجيع الأفراد علي فتح حسابات بالبنوك ثم توعيتهم بمزايا البنوك الرقمية، مضيفا أننا يجب أن نرضي الأجيال الحالية والقادمة معاً.
ولفت إلى أن التوسع في الخدمات الإلكترونية قد يغني بعض الأفراد عن الفروع التقليدية للبنوك، مشيرا إلى أن الدول المتقدمة لا تتوسع في فتح المزيد من الفروع التقليدية، بينما تهتم بافتتاح الـ Smart Branches، والتي لا تحتوي على موظفين وإنما مكينات متاحة للعمل بأي وقت.
وأكد شريف البحيري، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك مصر، أن البنوك الرقمية تستهدف الأجيال القادمة، فهي تُبنى للمستقبل، لمواكبة التطورات التكنولوجيا الهائلة المتواجدة على الساحة المصرفية.
وأشار “البحيري” أن وجود تلك البنوك الرقمية قد لا يهدد “البحيري” أن وجود تلك البنوك الرقمية قد لا يهدد الفروع التقليدية للبنوك، حيث أن لكل منهما أستخدام، فإذا كانت استخدامات العميل تقتصر علي معاملات مصرفية بسيطة، كتحويل المرتب أو سحبة أو ادخار النقود، فسوف يفضل بالتأكيد التعامل مع البنوك بصورتها الرقمية لتوفير وقته وجهده بدلا من الوقوف في طوابير الانتظار بالفروع التقليدية.
أما إذا تعدت التعاملات المصرفية ذلك، كفتح الشركات للاعتمادات المستندية، وغيرها من التعاملات المصرفية المعقدة، فالتأكيد سوف تظهر الحاجة للفروع التقليدية للبنوك، موضحا أن البنوك الإلكترونية تستهدف فئات، والتقليدية تستهدف فئات أخرى.
ولفت “البحيري” إلى أن البنوك الرقمية سوف تحقق طفرة في تحقيق الشمول المالي، حتى وإن أستغرق ذلك المزيد من الوقت.
اتحاد بنوك مصر “ له الشخصية الاعتبارية ولا يهدف للربح ، ويضم جميع البنوك وفروع البنوك الاجنبية الخاضعة لاحكام القانون رقم 194 لسنة 2020 باصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي…المزيد