. شهد العالم على مر السنوات، عديد من الأزمات المالية التى هزت الإقتصاد العالمى وسببت تدهورا حاداً أدى إلى تهاوى بنوك كبرى ومؤسسات مالية عظمى، وانحدار فى البورصات العالمية، ولكن تلك الأزمات لا تحدث من فراغ، حيث كان ورائها كثير من الإخفاقات والفساد، وترجع أسباب تلك الازمات فى بعض الأحيان إلى إنفجار الفقاعات المالية، والتى يقصد بها ارتفاع قيمة الأصول بشكل كبير بحيث تتجاوز قيمتها الحقيقة، ثم بعد أن تصل إلى ذروتها تنفجر الفقاعة وتنهارالأسعار تاركة خلفها احداث دراماتيكية ومن أشهر تلك الفقاعات التى شهدها العالم:
فقاعة التوليب الهولندي: لعلك دائما تنبهر بجمال زهرة التوليب، ولكن تلك الزهرة كانت مأساة ومصدر ذعر للشعب الهولندى فى القرن السابع عشر وتحديدا ما بين عام 1635 وعام 1637، حيث تسببت تلك الزهرة فى حدوث أشهر فقاعة مالية فى التاريخ، وأكثرها غرابة, ترجع القصة إلى دخول زهرة التوليب إلى أوروبا عن طريق العثمانيون ثم أصيبت الزهرة بفيروس نتج عنه وجود أنواع وألوان مختلفة من الزهرة مما زاد من الطلب على شرائها، وتم تحديد أسعارها بحسب الندرة والقيمة ، وبدأ الناس يتنافسون لامتلاك أكثر بصلات ندرة من تلك النبتة وأصبحت الزهرة موضوعًا للتفاخر وإظهار الحالة الاجتماعية.
وأصبح يتم تداول التوليب بصورة كبيرة وجنونية، فبدأ تداولها عن طريق ما يشبة العقود الآجلة بتسليم مستقبلي، ورَهن النساجون والمزارعون كل ما لديهم لجمع الأموال لبدء التداول في هذه الزهرة، و اتجهت جميع فئات الشعب الهولندي للمضاربة على أسعار نبات التوليب، لتحقيق أرباح سريعة وعالية ومضمونة، حيث كانت الأسعار تتجه للارتفاع فقط، فقفز سعر البتله الواحدة من التوليب اإلى أن وصل لـ 10آلاف جيلدر بعام 1637، وكان يعتبر هذا المبلغ كافيا لشراء قصر عتيق يطل على بحيرة في العاصمة “أمستردام”، وكانت المنازل وقتها أغلى من نظيرتها في غالبية مدن العالم.
ولكن عندما بدأ الناس ببيع الزهرة من أجل جنى الأرباح، بدأت الأسعار فى الهبوط، وانتشر الذعر بين الناس جميعا، وانفجرت الفقاعة، وانهارت الأسعار بحوالى 99% ووقع عديدد من الهولندين تحت وطأة الديون.
فقاعة البحر الجونبى تعد فقاعة البحر الجنوبى أول فقاعة مالية تحدث فى بريطانيا نسبه الى شركة البحر الجنوبي، وهى شركة مساهمة بريطانية تأسست ف البحر الجنوبي، وهى شركة مساهمة بريطانية تأسست في عام 1711 كشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز وخفض تكلفة الدين الوطني، كما منحت الشركة احتكار للتجارة مع أمريكا الجنوبية، وارتفعت أسهم الشركة بشكل كبير من حيث القيمة حيث وسعت عملياتها في التعامل مع الدين الحكومي، وقامت بتحويل الديون البريطانية الى أسهم بفائدة تدفعها الحكومة البريطانية ، وبلغت قيمة الأسهم ذروتها في عام 1720 قبل أن تنهار.
و يرجع انهيار شركة البحر الجنوبى الى المضاربة فى الاسهم و طمع الافراد ورغبتهم فى الحصول على كثير من المال بأقل جهد وفى اسرع وقت ، فبعد ان تولت الشركة رسمياً جميع عمليات استبدال الدين الحكومى، عن طريق تقديم رشوة لنواب البرلمان والوزراء, قامت الشركة بطرح الاسهم فى فترات متعددة وبأسعار متزايدة، وقام اصحاب الشركة بترويج الاشاعات بأن قيمة الاسهم اقل من قيمتها الحقيقية، واستمرت قيمة اسهم الشركة فى الارتفاع ، الى ان ادرك اصحاب الشركة ان اموالهم فقط عبارة عن اسهم فى الشركة ولا يملكون اصول او اوراق نقدية، وبدأوا ببيع الاسهم سرً، ولكن تسرب هذا الخبر بين الناس ومالكى الأسهم، الذى أدى الى فزعهم وقيامهم بعمليات بيع كثيرة، ومن ثم انفجرت الفقاعة و انهارت الشركة، وأفلس كثيراً من الناس فى ذلك الوقت.
فقاعة العقارات اليابانية: فى اواخر الثمانينات وتحديدا بعد المعجزة الإقتصادية بدولة اليابان، شهدت اليابان أزمة مالية كبيرة عُرفت بالعقود الضائعة، تخللها فترة ركود وكساد عظيم ،وجاء تلك الازمة انعكاسا لأنفجار فقاعة الديون الضخمة باليابان، حينما وصلت أسعار العقارات في طوكيو لمستوى خيالي لم يحدث من قبل في أي مكان في العالم حيث وصل سعر المتر المربع الواحد لمليون دولار أمريكي، وتحديدا فى الفترة بين عامي 1985-1987، ويرجع إرتفاع العقارات بصورة كبيرة ومصطنعة إلى إبقاء اليابان معدلات صرف الين منخفضة بل ومحاربة ارتفاعه مما رفع معدلات نمو السيولة، وقد استثمرت هذه السيولة في الأصول اليابانية ودفعت بأسعارها وبصورة مصطنعة إلى الأعلى، كما وصل مؤشر الأسهم اليابانية إلى قرابة 40 ألف نقطة.
واشتدت مخاوف البنك المركزى اليابانى من ارتفاع الأصول بصورة كبيرة ، مما أجبره على رفع معدلات الفائدة والذي أدى إلى الحد من الاقتراض وأعطى إشارة البدء في انفجار فقاعة الأصول، وبدأت أسعار العقارت فى الانهيار وفقدت 70% أصول، وبدأت أسعار العقارت فى الانهيار وفقدت 70% من قيمتها، كما وصلت إلى مستويات لا تفي بالقروض المرهونة لأجلها، مما عرض الكثير من المصارف إلى فقدان الكثير من أصولها، وحاولت الحكومة اليابانية رفع قيمة الأصول وأنفقت الكثير من الأموال لتنشيط الاقتصاد وإعادة رفع قيم الأصول ولكن لم تأت بنتيجة، بل إن محاولة الحكومة اليابانية أدت إلى تفاقم الدين العام ورفعته إلى مستويات عالية.
فقاعة الرهن العقارى: تعد فقاعة الرهن العقارى، التى انفجرت في الولايات المتحدة الأمريكية وتسببت في حدوث أكبر أزمة ركود عالمي منذ الكساد العظيم في ثلاثنيات القرن الماضي، أشهر فقاعة فى العصر الحديث، وترجع أحداثها إلى فورة قطاع الإسكان الأمريكي في الفترة مابين 1996 و2006 حيث كانت بنوك وول ستريت التجارية تمنح قروض عالية المخاطر وكبيرة التكلفة أيضا للمواطنين الأمريكيين ذوي الدخل المحدود والذين لا تساعدهم رواتبهم ومداخيلهم على شراء العقارات والمنازل كنوع من التساهل وايضا لتشجيع الأمريكيين على شراء المنازل، وكانت تلك القروض بدون شروط بدون ضمانات أو وثائق عمل فالضمانة هي المنزل نفسه.
وفى فبراير 2007 لم يتمكن الكثير من الأمريكيين الفقراء الذين حصلوا على منازل من تسديد الدفعات الشهرية المنتظرة منهم ، ومع حدوث المئات من الحالات ازدادت المنازل المعروضة للبيع وأصبح العرض أكبر من الطلب لتتراجع أسعار العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما دفع أيضا حتى الميسور حالهم للتوقف عن الدفع الشهري لأن ما يدفعونه شهريا أعلى بكثير مما يدفعه من حصلوا على منازل حديثا بسبب تراجع أسعارها، وبعد فترة أعلنت العديد من المصاريف المتخصصة افلاسها بسبب تراكم الديون عليها وانتهاء “الرخاء الجنوني” الذي كانت تعيشه.
وفى الوقت الحالى أصبحت عملة البيتكوين حديث الساعة، يتحدث الكل عن الأحداث الدراماتيكية التى شهدتها تلك العملة فى عام 2017، وعن التقلبات الغريبة التى تحدث لها فقد ظهرت تلك العملة بعام 2009 وكان سعرها وقتها يساوى 6 سنتات أمريكية، ولكن إقترب سعرها فى عام 2017 من 20 ألف دولار أمريكي، ولكن مالبث هذا السعر أن يبدأ فى التهاوى بعد تحذير البنوك المركزية و الدول و المصارف العالمية من تداولها لما تشهده تلك العملة من تقلبات شديدة و إلى جانب أن مؤسسيها مجهولين الهوية، وهنا يبتادر إلى جانب أن مؤسسيها مجهولين الهوية، وهنا يبتادر سؤال هام فى أذهان جميع العالم هل ستصبح البيتكوين الفقاعة القدامة أم لا؟
اتحاد بنوك مصر “ له الشخصية الاعتبارية ولا يهدف للربح ، ويضم جميع البنوك وفروع البنوك الاجنبية الخاضعة لاحكام القانون رقم 194 لسنة 2020 باصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي…المزيد