تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، ليقترب من مستوى 98.10 تقريباً في الأسواق الآسيوية، وسط تزايد التوقعات بشأن مواصلة الاحتياطي الفيدرالي تيسير سياسته النقدية، فضلاً عن اتجاه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، بحسب.
تعكس التحركات الحالية للدولار حالة من الانقسام الحاد بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول المسار المستقبلي للفائدة؛ فبينما ترى بيث هاماك، عضوة الاحتياطي الفيدرالي، أن السياسة النقدية الحالية تسمح بتثبيت الفائدة مؤقتاً لتقييم أثر خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس على الاقتصاد في الربع الأول، يحذر ستيفن ميران، عضو بمجلس الاحتياطي الفيدرالي، من أن عدم الاستمرار في التيسير قد يرفع مخاطر الركود، رغم استبعاده حدوثه في الأمد القريب.
يواجه الدولار تحديات إضافية مع تفضيل المستثمرين للمعادن النفيسة نتيجة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن احتجاز النفط والناقلات قبالة سواحل فنزويلا، إضافة إلى استمرار الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية التي ألحقت أضراراً بسفن وأرصفة بحرية مؤخراً.
تظل السياسة النقدية التي يصيغها الاحتياطي الفيدرالي العامل الأكثر تأثيراً في قيمة الدولار، إذ يسعى البنك لتحقيق استقرار الأسعار وتعزيز التوظيف عبر أدوات الفائدة، أو اللجوء في الحالات القصوى إلى التيسير الكمي الذي يؤدي عادةً لإضعاف العملة، مقابل التشديد الكمي الذي يدعم قوتها كعملة احتياط عالمية منذ عام 1971.